كنت ساكناً –مؤقتاً- في إحدى الشقق المفروشة- قرب إدارة التربية والتعليم في عاصمتنا الحبيبة- وبعد أن أدينا صلاة العشاء في ليلة جميلة ذات نسيم عليل وهدوء عجيب ،لم يكسرهذا الهدوء ويكدرهذه المتعة إلا صوت عويل امرأةٍ تردد في الأنحاء فالتفت يمنة ويسرة لعلي أهتدي إلى مصدر الصوت فلم أر شيئاً ثم إلى الخلف فلم أر شيئاً - في وقتٍ كانت الخواطر تتوارد على ذهني عن سبب هذا العويل فمرة أقدر امرأة ً تخاصم زوجاً عاجلها بضربة ومرة أقول تبكي حبيباً صدمته سيارة وآخر ماكان يخطر على ذهني أن يكون عرضها قد انتهك – فتقدمت قليلاً فإذا امرأة ٌ تخرج من الشارع الفرعي مشيرةً إلى رجل متلثمٍ راكبٍ دراجةً ناريةً وهي تقول : \"امسكوه سرق جوالي \"- خطفه أثناءحديثها به- وكان هذا المجرم أول أمره يمشي الهوينا-إيهاماً- ثم لما عرف أن الجميع قد انتبه إلى فعلته القبيحة زاد سرعة دراجته وسار معاكساً لطريق السيارات فحاولت اللحاق به ولكن هيهات لشخص ممتلئ الجسم مثلي أن يلحق به فأشرت إلى رجل واقف في طريقه ليوقفه فلم يعرني اهتماماً لأنه كان مشغولاً بهاتفه المحمول فمر به\" الناهب\" بسلام ثم اختفى عن الأنظار، اختفى وترك المرأة المسكينة تبكي وتنوح على هاتفها الجوال الذي ربما لم يمض على شرائها له إلا وقت قليل ولربما كان هذا الهاتف يحمل في طياته ذكريات جميلة لها، فاستعانت بأحد الإخوة ليبلغ لها الشرطة- وهي مستمرة في نواحها كأنما أصيبت بوفاة أحد أحبابها – فتصدى لذلك جزاه الله خيراً وكنت أسمعه يخاطب رجل الأمن ويصف له مكان الواقعة وكنت أقول في نفسي : أطلبي –أختي- من الله أن يخلف عليك جوالك ،ولاتتعبي نفسك وغيرك بالتبليغ فالشرطة لديها من القضايا-الكبيرة- مايكفيها فلن تشغل نفسها أيضاً بقضية صغيرة كهذه!! صعدت إلى شقتي وأنا حزين لحال تلك المرأة وبقيت على هذا الحال وقتاً طويلاً وكنت أفكر وأقول: ماذا لوسمع ورأى - أخي وزير الداخلية – ماسمعت ورأيت هل سيأنس بطعام أوشراب أونوم قبل أن يلقى القبض على هذا \"الناهب\"؟، وكنت أقول: لاشك أنه لن يأنس بذلك حتى يقر عيني تلك المسكينة بعودة مانهب منها ويوقف الناهب بين يديها لتنظر في أمره،ولكن للأسف فذو القلب الكبير لم يسمع عويل تلك المرأة ونواحها فالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه – أعانه الله عليها – أخفت صوت المرأة واستغاثتها عن مسامعه وها أنا ذا أوصل لسان حال هذه المسكينة- وغيرها مما أعرف -\"وا.. نايفاه \" وأملي عظيم به - رعاه الله - أن يقطع دابر ظاهرة\"النهب\" الغريبة على مجتمعنا بدراسة أسباب انتشارها وعلاجها موقعاً أشد العقوبات بمقترفيها ثم التشهير بهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ليهنأ مجتمعنا بالأمن الذي لن تكدره- بحول الله- مثل هذه الأفعال ،،سائلا الله –تعالى- أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا ويرزقهم البطانة الصالحة ويمتعهم بالصحة والعافية إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وصلى الله وسلم على خير البشر محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . همسة :قل مايرضي الله ولاتبحث عما يرضي الناس لتقوله . كتبه : خالد بن ناصر العلي [email protected]