بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد: فهذه سطور تحكي شيئا من غزة ...نعم غزة التي وقفت أمام أعتى دولة ...نعم غزة التي سطرت معاني الشموخ والوفاء والعزة ...نعم غزة التي تميزت بتمسكها بالدين وتميزت بوطنيتها العظيمة ...مهما قلنا فتبقى غزة شامخة وغزيزة وهذه السطور من غزة :- - غزة العزة - غزة الصمود - غزة القوة - غزة المجد شعارات لازمت اسم غزة وجمَلته ليس أنها تملك الطائرات الحربية ولا القنابل النووية ولا المدفعيات الأمريكية وإنما بإيمانها القوي بالله وبتكاتفها ووحدتها التي حدَت من وطأت العدو الغاشم وشكلت قوة وصمودا عظيما وزادت من بأس المقاومة ،رغم الحصار ورغم إغلاق المعابر ورغم تكالب العدو من كل مكان ورغم تواطؤ الكثيرين ، فالإيمان بالله والوحدة والإجتماع عوامل قوية ومهمة دائما وخاصة في زمن الفتنة وفي زمن قلَ الناصر والمعين . -على أرضك ياغزة هاشم سقط الشهداء والأبطال الأشاوس نعم سقطوا دفاعا عن دينهم وأرضهم ووطنهم أمام العدو الظالم الغاصب لقد سجلوا أروع المواقف وأجملها في زمن رضي الكثير بالذل والهوان والخزي والعار حبا للدنيا الزائلة، قال الله تعالى(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ(4)سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ(5)وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ(6)) -إن الجثث المتناثرة والأشلاء المتطايرة وشلالات الدماء الجارية وصراخ الأطفال والنساء لهي مآسي ومشاهد تجردت منها الإنسانية وكل معاني الرحمة والبشرية ... مشاهد أوضحت أن الحرب هي لغة بني صهيون وأن السلام شعارا مزيف باطل... إن تلك المناظر أحدثت في قلوب المسلمين جرحا عظيما يصعب التئآمه ، وهزت شعوب العالم التي أيدت القضية الفلسطينية معارضة في نفس الوقت العدوان البربري ومطالبة محاكمة المجرمين من بني صهيون ...إذا لم توقظ تلك المشاهد بعض الحكام والمنظمات الدولية فمتى ستوقظها ؟؟ لكن لكم الله ياأهل غزة. -ياغزة إنما أنت جزء من سلسلة المجازر اليهودية التي لن يوقفها سوا الجهاد في سبيل الله بعيدا عن السلام المزيف وبعيدا عن الدعوات الباطلة والمفاوضات التي من شأنها التنازل عن الحقوق وتمييع القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة الإسلامية وتتصف تلك المفاوضات بالذل والمهانه والإذعان للعدو الغاصب، والتأريخ يشهد بفشلها مع اليهود منذ عهد النبوة بل إن من صفاتهم نقض العهود والمواثيق ...لترفعي ياغزة شعار (ما أخذ بالقوة لايعود إلا بالقوة )فلا سلام ولا مفاوضات مع كيان غاصب محتل ... احتل الأرض واحتل قتل الأبرياء واحتل استعمال ما حرم دوليا واحتل كل ما من شأنه طمس الإسلام والمسلمين ،وهذا يؤكد لنا أن المعركة معهم على مدى التأريخ معركة دين وعقيدة ويؤكد حق دفاع المقاومة الإسلامية عن الدين والوطن وألا يحق لأحد الإعتراض على ذلك ما دام هذا العدو محتلا وغاصبا لأراضيهم وختاما: ياأهل غزة عليكم بالصبر والمصابرة والمرابطة وذلك استجابة لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (ال عمران 200) واعلموا أن الله سبحانه مع الصابرين وان القلة تغلب الكثرة بإيمانها بالله وصمودها قال تعالى (...قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئه قليله غلبت فئه كثيره باذن الله والله مع الصابرين)البقرة 249 اسأل الله سبحانه أن ينصركم وأن يمدكم بجند من جنوده وأن يثبتكم وان يهلك عدوكم كما اسأله سبحانه أن يرينا في اليهود عجائب قدرته وأن يرسل عليهم جنود السماء والأرض وأن يشفي صدور المسلمين بنصر وعز وتمكين للإسلام والمسلمين وأن ينصر من نصركم ويخذل من خذلكم وأذكركم بقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد 7) وقوله (َولَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ? إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج 40) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه /عبدالرحمن التويجري 1430/1/15