مع إنقضاء عدة أيام على بدء الحملات الإنتخابية بمحافظة عفيف لم نلاحظ كمراقبين أي برنامج إنتخابي خارج عن المألوف من ناحية الأداء الدعائي بإستثناء بعض المحاولات الجانبية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. ففي حين إعتلت صور بعض المرشحين "وليس كلهم" واجهات البنايات على الشارع العام فضل البعض الآخر الترويج لنفسه "بدلاً من برنامجه الإنتخابي" عن طريق التواصل الشخصي مع ناخبين محتملين إما بالطلب المباشر بالتصويت له أو بإستنهاض الحميه العوائلية على إعتبار أنه المرشح عن العائلة أو القبيلة الفلانية. فيما آثر البعض الآخر اللجوء إلى الشعر النبطي من خلال أبيات شعر يتم الترويج لها ونشرها بوسائل شتى في محاولة على مايبدو لتشكيل قناعة معينة لدى الجمهور بكفاءة هذا المرشح أو ذاك. اللافت في الأمر أن المرشحين الإنتخابيين إنقسموا لثلاثة أقسام حسب متابعتنا للموقف منذ بدأت الإنتخابات: القسم الأول: نستطيع أن نطلق عليه وصف "القادرون مادياً" حيث كان لهم حضور دعائي جيد مقارنة بغيرهم فتجد صورهم وشعاراتهم الإنتخابية في الطرق الرئيسية ولديهم أداء متقدم على صعيد المقرات الإنتخابية وعلى صعيد الحشد الجماهيري كما أن لهم حضور إعلاني في أكبر مواقع المحافظة على الإنترنت "بوابة عفيف" على الرغم من إرتفاع أسعار الإعلانات هناك. القسم الثاني: وهم الذين فضلوا الإكتفاء بالدعاية الشخصية على طريقة "الدعوات" حيث يعتمدون بشكل كبير على دعوة الناخبين للتصويت لصالحهم من خلال طلب ذلك إما تصريحاً أو تلميحاً , فيما لم يسجلوا أي حضور فعلي على الأرض من حيث الدعاية الإنتخابية . القسم الثالث: وهو القسم الذي يستحق أن نصفه بالقسم الخامل , فعلى الرغم من تصاعد حدة التنافس بين المرشحين إلا أن مرشحي هذا القسم لم يتحركوا حتى الآن وبقيت برامجهم مجهولة ما يضع أكثر من علامة إستفهام حول سياستهم الدعائية , وهل لديهم طرق غير معلنة لإقناع الناخبين ببرامجهم أم أن الأمر بالنسبة لهم هو مجرد تسجيل حضور ليس إلا. وعلى مايبدو فإن هنالك نوع من التحالفات الغير معلنة "وهي طبيعية في أي سباق إنتخابي" غير أن التحالفات في حالة الإنتخابات البلدية لهذا العام لاتفيد لسبب بسيط وهو أن الناخب لايحق له سوى التصويت لمرشح واحد فقط. ورغم أن بعض المرشحين أحسن تجهيز مقره الإنتخابي ونجح في "حشد" مؤيديه وإيصال صوته للناس , إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحاً ويحتاج إلى إجابة: هل الناخب في مجتمع كمجتمعنا ينتخب على أساس جودة البرنامج وكفاءة المرشح؟ , أم أنه ينتخب بناء على إعتبارات أخرى لاعلاقة لها بالكفاءة؟