لم تغب المرأة تماماً من المشهد الانتخابي، فعلى رغم إقصائها من المشاركة في الانتخابات البلدية؛ ترشحاً وانتخاباً، إلا ان عدداً من النساء تسلمن زمام حملات انتخابية، من الناحية الدعائية. وبدأن بالترويج للمرشحين، وتصميم وإخراج وطباعة منشوراتهم، من أجل جلب أكبر قدر ممكن من الأصوات، من خلال توضيح الرسالة والرؤية والأهداف للناخب. «تتنوع الوسائل والقدرة على الإقناع للمرشحين» حسبما تقول نهى براهمة، التي تقود حملة لأحد من يعتزمون ترشيح أنفسهم للانتخابات البلدية. وتستعرض براهمة، أسباب مشاركتها في الحملات الترويجية للمرشحين، على رغم عدم منح المرأة حق التصويت، مقرة «لا أسعى إلى نيل حق التصويت، وإنما تحقيق أهداف وأغراض تجارية، كوني أدير مؤسسة تصاميم، ولدي عملاء في السوق». وطبيعة عمل مؤسسة براهمة «طباعة وتصميم المنشورات الدعائية، وإدارة الحملات أو الاحتفالات وغيرها من المناسبات الدعائية والإعلانية». تضيف: «لكل منا وجهة نظر، وأنا لا أعارض إشراك المرأة في السباق الانتخابي، ولكن هذا الأمر لا يمثل لي أولوية. وكل ما يهمني الآن اقتناص الفرص، ومتابعة عملائي»، مستدركة: «قد تُشرك المرأة في الانتخابات المقبلة، بعد الإلحاح والاستمرار في المطالبة». وتنهمك براهمة في العمل، فيما تتعالى أصوات الموظفات من حولها، فالشعارات التي يرفعها المرشحون منوعة، والطلبات تتباين بين ساعة وأخرى، و«الوقت ضيق، على رغم أنه يبدو طويلاً حتى حلول موعد الحملات الانتخابية». وتردف: «لا أدري ماذا تريد المرأة، يكفينا ما تحقق، وها نحن اليوم نقتسم العلم في الشركات والمؤسسات، بعد ان كانت حكراً على الرجال. وهذا يعتبر من جملة الإصلاحات في حياة المرأة». وتكتفي بهذا القدر من الحديث، وتتابع عملها لإنهاء الحملات الانتخابية التي تسلمتها ووقعت عقودها، بمبالغ تصل إلى ملايين الريالات. وتدير منال محمد الموظفة في إحدى المطابع في المنطقة الشرقية تسع موظفات «يعملن على إنهاء أكبر قدر من الأعمال التي تسلمناها من قسم الرجال»، مضيفة: «لا يدور في خلدنا ما يحدث من مطالبات نسائية حول أهمية المشاركة في انتخابات المجالس البلدية، وهذا ليس من باب عدم الحرص والمسؤولية بالمطالبة في حقوق المرأة، وإشراكها في قضايا مجتمعها، حتى لو كانت على المستوى البيئي، وغيرها من المهام التي توكل للمجالس البلدية، وإنما لتخطي هذه المرحلة». وأضافت: «أعتقد بأنه خلال الأعوام المقبلة، سيكون للمرأة مشاركة واضحة وفعالة. فكما تمكنت من تولي مناصب مختلفة، والمشاركة في مجالس إدارة الغرف، والهيئة السعودية للمهندسين، وغيرها من الجهات، سيتاح لها أن تكون ناخبة ومرشحة في الانتخابات البلدية». وعن طبيعة عملها، تقول منال: «تحول إلينا مهمات من قسم الرجال، لعمل تصاميم مختلفة للناخبين، ونشرف على إنهاء المهمات خلال فترة وجيزة. كما أن بعضنا يتسلم الإشراف على حملات الكترونية، وبث الدعاية والترويج عبر «فيسبوك». وعلى غرار نها ومنال، توجد المئات من النساء، يعملن على مدار الساعة، لدعم الناخبين دعائياً، وقد لا تعني للكثير منهن المطالب بالسماح لهن بالتصويت، عبر الوسائل، والأساليب كافة. إلا أن القرار النهائي صدر بشأن عدم السماح لهن بالتصويت في انتخابات مجالس البلدية.