وصلت سفينة الأبحاث الشهيرة جوديس ريزولوشن إلى جزر الانتيلس في البحر الكاريبي في رحلة استكشاف لدراسات البراكين والانهيارات الأرضية وعلى متنها المبتعث السعودي محمد بن حمدي الجحدلي المرشح من البرنامج الدولي للبحوث البحرية وحفر المحيطات، كأول عالم جيولوجي بحري على مستوى العالم يشارك في برنامج حفر المحيطات الصغرى وكأول عالم سعودي يشارك في برنامج حفر المحيطات منذ انطلاقته عام 1960م. وباشر المبتعث الجحدلي مهامه لحظة توقف السفينة الشهيرة في عرض المحيط إلى جانب 32 باحثا من أشهر أساتذة الجامعات العريقة في أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، الهند، والصين. وبدأ في أخذ العينات الدقيقة من قاع المحيط بطريقة مبتكرة أبهرت أعضاء البعثة من العلماء والباحثين المشاركين في الرحلة. وأوضح الباحث الجحدلي أن الرحلة ستستمر مدة 42 يوما، وتستهدف حفر المناطق المحيطة بالجزر البركانية لدراسة تاريخ البراكين والانهيارات الأرضية المصاحبة لها؛ وقال إن البرنامج يستهدف الدراسات البحرية المختلفة عن طريق استقطاب نخبة من علماء المحيطات حول العالم، ويعنى بتغذية الجامعات وقاعات المحاضرات بأحدث استكشافات علوم المحيطات مثل دراسات المناخ القديم، العمليات التكتونية وحركة دوران المحيطات وكذلك دراسات البراكين والزلازل. مشيرا إلى أن البرنامج ينظم سنويا رحلات إبحار إلى مواقع جديدة أو مواقع تم استكشافها لدراستها مبدئيا. وأوضح أن أسباب حفر المحيطات يعود إلى أن التعرية الجوية أخفت أجزاء كبيرة من السجل الجيولوجي، أما قيعان المحيطات فإن استمرار الترسيب جعل من السجل الجيولوجي للبحار والمحيطات تاريخا يمكن قراءته عن طريق التحاليل والتجارب المختلفة التي سوف تطبق على متن السفينة. وعبر المبتعث محمد الجحدلي عن فخره واعتزازه بالمشاركة في هذه الرحلة التاريخية التي تضم علماء بارزين من كافة أنحاء العالم، وقال : لاشك أنها تجربة مثيرة بالنسبة لي وتنضوي على كثير من الإثارة والمتعة والفائدة العلمية في نفس الوقت، لاسيما أنها على متن واحدة من أشهر سفن الأبحاث في العالم، وهي «جوديس ريزولوشن» إحدى السفن الضخمة التي كانت تستخدم في عمليات التنقيب عن البترول لشركات أمريكية وبريطانية حتى تم بيعها لبرنامج حفر المحيطات لما تحتويه من مساحة تقدر بحوالي 143 مترا طولا وعرضها 21 مترا، أما ارتفاعها فهو 61 مترا، وترتفع إلى سبعة طوابق تضم مختبرات ومعامل تقدر إجمالي مساحتها حوالي 1114 مترا مربعا. وأكد الجحدلي أنه دائم الاتصال بأهله وذويه من على متن السفينة كما يحرص على التواصل مع أساتذته وزملائه وإطلاعهم على مراحل الرحلة وتفاصيل الأبحاث العلمية التي يجريها والنتائج الأولية التي توصل لها. المبتعث محمد الجحدلي المعيد في جامعة الملك عبدالعزيز كلية علوم البحار، عن اعتزازه بالمشاركة في البرنامج الدولي للبحوث وحفر المحيطات، وقال إن ترشيحه يأتي ضمن سلسلة الإنجازات التي حققها مجموعة من المبتعثين السعوديين في كافة المجالات، ودليل على الثقة المتنامية التي يحظى بها العلماء السعوديون من قبل أشهر مراكز البحوث والدراسات في العالم. يذكر أن محمد الجحدلي المعيد في كلية علوم البحار في جامعة المؤسس ابتعث عام 2010م لجامعة ولاية فلوريدا في الولاياتالمتحدةالأمريكية قسم علوم الأرض والبحار والغلاف الجوي؛ لدراسة الماجستير والدكتوراه في تخصص الأحافير الدقيقة.