سعادة رئيس تحرير «عكاظ» .. اطلعنا على ماكتبه الكاتب عبد الله أبو السمح بتاريخ 19/5/1431ه، ونقول للكاتب أبو السمح: إدارة الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز تهديك أطيب تحياتها وتقديرها.. ونود أن نقدم لكم شكرنا على اهتمامكم بجامعة المؤسس ومتابعتكم لمراحل التطوير التي نسعى جاهدين لتحقيقها للارتقاء بمستوى المناهج التعليمية لضمان مستوى عال لخريجي الجامعة. كما نود أن نحيطكم علما بأن الجامعة متمثلة في كلية علوم البحار قد اطلعت على مقالكم المنشور في صحيفة عكاظ العدد 15955 الصادر يوم الاثنين 19/5/1431ه بعنوان «فرص النهوض والتعلم» وذكرت فيه أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تقوم حاليا بتنفيذ رحلة استكشافية علمية للبحر الأحمر وموضوعها دراسة البرك الحارة في قاع البحر، ومشاركة 43 عالما من عدة جامعات.. إلخ ثم تطرقت لجامعة الملك عبد العزيز وتساءلت عن دور كلية علوم البحار من هذه الدراسات لذا فإنني أغتنم الفرصة لتوضيح النقاط الواردة وهي: أولا: إن جامعة الملك عبد العزيز واحدة من الجامعات المشاركة في دراسات تلك الرحلة وذلك من خلال علماء متخصصين في كلية علوم البحار وهم الدكتور علاء بن محمد عون البركاتي قسم فيزياء بحرية، والدكتور ممدوح طه عباس جمال قسم أحياء بحرية، و تركي بن متعب الردادي المبتعث إلى جامعة ساوثامبتون في بريطانيا للحصول على درجة الدكتوراة من قسم فيزياء بحرية. ثانيا: إن كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز لديها تعاون علمي مشترك مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للاستفادة من الإمكانيات العلمية المتخصصة في الكلية في أبحر. ثالثا: كلية علوم البحار في جامعة المؤسس منذ بدايتها في الثمانينات من القرن الماضي قامت بالتعاون العلمي مع الهيئة السعودية السودانية المشتركة المختصة باستغلال الثروات المتمثلة بمناطق البرك الحارة في قاع البحر الأحمر، إضافة إلى مشاركة علماء من الكلية في رحلات علمية استكشافية قامت بها سفن الأبحاث الدولية على البرك الحارة في قاع البحر الأحمر مثل المشاركة في سفينة الأبحاث الألمانية متيور أعوام 1977/1999/2001م والمشاركة مع سفينة الأبحاث الألمانية زونا عام 1997م بالإضافة إلى المشاركة مع سفينة الأبحاث الإيطالية أوكرانيا عام 2005م. رابعا: لم يقتصر المجال على مناطق البرك الحارة في قاع البحر الأحمر فحسب فلقد كانت كلية علوم البحار سباقة في إجراء الدراسات والأبحاث العلمية المختصة بالبيئة البحرية للمملكة العربية السعودية بشكل منفرد ومن خلال التعاون العلمي المشترك ومن الجهات الخارجية على سبيل المثال قامت الكلية بدراسة أولية على جيولوجية ومصائد المنطقة الساحلية بين جدة وينبع عام 1982م، كما قامت الكلية بالتعاون مع منظمة حماية البيئة التابعة للأمم المتحدة (unep) بدراسة جيولوجية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر عام 1992م بالإضافة إلى التعاون مع البعثة الفرنسية لعلوم المحيطات في الشرق الأوسط في جامعة نيس بعمل مسوحات رئيسة عن البيئة البحرية أمام جدة عام 1928-1983م وكذلك قامت الكلية بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والمجموعة الأوروبية بدراسة إنشاء محمية الدفي على الساحل السعودي للخليج العربي عام 1991م. كما شاركت الكلية بأحد عشر عالما في رحلة سفينة الأبحاث الأمريكية مونت ميتشل التي استمرت مائة يوم لدراسة وتقييم التلوث البيئي في منطقة الخليج العربي 1992م، وقد شاركت الكلية بأربعة علماء في رحلة سفينة الأبحاث اليابانية يوميتاكا مارو لدراسة وتقييم الوضع البيئي في منطقة الخليج العربي 1994م وقامت الكلية بعمل تعاون علمي مع المركز الوطني للأبحاث العلمية وجامعة نانت بفرنسا في مجال أبحاث المنتجات الطبيعية والبحرية وخاصة المنتجات ذات الأنشطة البيولوجية عام 1997م. وعلاوة على ما سبق ذكره فإن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي قامت بها الكلية وتم تمويلها من جامعة الملك عبد العزيز أو من خارجها إشارة إلى وجود مجموعة كبيرة من الأبحاث العلمية منشورة في دوريات متخصصة (محلية وإقليمية وعالمية) يستفاد منها كمراجع من قبل المختصين حيث ان النظرة المستقبلية للكلية تقوم على الشراكة الخارجية حيث إن الكلية قطعت مراحل متقدمة على بناء مذكرات تفاهم مع كثير من المعاهد والجامعات المتخصصة أهمها معهد جيومار للأبحاث العلمية في ألمانيا وسوف يشارك واحد وعشرون عالما من كلية علوم البحار بإجراء أبحاث في المنطقة الممتدة من جدة إلى البرك الحارة في وسط البحر الأحمر على امتداد ثلاث سنوات تبدأ من يناير 2011م والمعهد الوطني لعلوم المحيطات في جوا بالهند لدراسة تأثير الرياح الموسمية على البيئة البحرية في البحر الأحمر بالإضافة إلى جامعة جنوب فلوريدا-الولاياتالمتحدة وذلك لإنشاء وحدة التغير المناخي وتأثيره على البيئة البحرية وكذلك جامعة يورك في بريطانيا وذلك لعمل دراسات تاريخية بحرية عن جزر فرسان. كما سعت الجامعة إلى تطوير مناهجها التعليمية فقد عملت الجامعة كذلك إلى مد جسور التواصل مع المجتمع على كافة الأصعدة واهتمت بتسخير إمكاناتها البشرية والمادية لإيجاد حلول لمشاكل المجتمع وتطويره، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، تأسيس منظومة الأعمال والمعرفة التي تضم قطاعات ترتبط ارتباطا وثيقا بنقل وتوطين التقنيات الحديثة وتأسيس المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى قطاع بيوت الخبرة والذي يعنى بتقديم الاستشارات العلمية والدراسات البحثية لتوفير حلول لمشاكل تواجه المنطقة بشكل خاص والوطن الغالي بشكل عام. وقدم هذا القطاع دراسات للمجتمع، والتي كان من أحدثها مشاركة للجامعة في اللجان وورش العمل المكلفة بدراسة موضوع السيول والتي اجتاحت محافظة جدة أخيرا. كما أتاحت الجامعة للمجتمع فرصة الاستفادة من التجهيزات المعملية الحديثة المتوفرة فيها بالإضافة إلى الخدمات الطبية المتميزة والمشاد بها من المجتمع. ومن الأمثلة الأخرى التي يمكن أن توضح جهود الجامعة لمشاركة المجتمع في همومه ومشاكله إنشاء معهد السياحة في الجامعة والذي يقدم مناهج عالمية معتمدة في مجالات السياحة والضيافة بالشراكة مع أفضل الخبرات العالمية المتخصصة في هذا المجال، حيث جاء تأسيسه من منطلق الاهتمام بأحد مجالات سوق العمل الناشئة في البلاد، وحرص الجامعة على إعداد خريجين مؤهلين على مستوى عال في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل للمساهمة في الحد من البطالة. ولا يخفى عليكم ما تم أخيرا من موافقة المقام السامي الكريم على إنشاء شركة وادي جدة للتقنية والتي سعت الجامعة بشكل حثيث لإعداد دراسات الجدوى وخطط العمل الخاصة بها لتكون لبنة أخرى هامة لزيادة المساهمة في بناء اقتصاد وطني معرفي. إن كل تلك الجهود التي تمت الإشارة إليها هي جزء من واجبات الجامعة تجاه المجتمع والتي هي جزء لا يتجزأ منه، ونحن في الجامعة إذ نسعى بكل الإمكانات المتوفرة لدينا لخدمة المجتمع فإننا نأمل أن تتاح لنا الفرصة من قبل الجهات ذات العلاقة لمشاركة المجتمع وإيجاد حلول لمشاكله وتوفير السبل العملية لتطويره. د. هيثم بن أحمد زكائي المشرف العام على إدارة الإعلام المكلف