أعلن البرنامج الدولي للبحوث البحرية وحفر المحيطات ترشيح المبتعث السعودي محمد بن حمدي الجحدلي للمشاركة في رحلة استكشاف جزر الانتيلس في البحر الكاريبي لدراسات البراكين والانهيارات الأرضية على سفينة الأبحاث الشهيرة جوديس ريزولوشن كأول عالم جيولوجي بحري على مستوى العالم يشارك في برنامج حفر المحيطات الصغرى وكأول عالم سعودي يشارك في برنامج حفر المحيطات منذ انطلاقته عام 1960م. وعبر المبتعث محمد الجحدلي المعيد في جامعة الملك عبدالعزيز كلية علوم البحار، عن اعتزازه بالمشاركة في البرنامج الدولي للبحوث وحفر المحيطات، وقال إن ترشيحه يأتي ضمن سلسلة الإنجازات التي حققها مجموعة من المبتعثين السعوديين في كافة المجالات، ودليل على الثقة المتنامية التي يحظى بها العلماء السعوديون من قبل أشهر مراكز البحوث والدراسات في العالم. وأضاف: ابتعثت عام 2010م للولايات المتحدةالأمريكية جامعة ولاية فلوريدا قسم علوم الأرض والبحار والغلاف الجوي؛ لدراسة الماجستير والدكتوراه في تخصص الأحافير الدقيقة، ومن خلال عدد من البحوث والدراسات التي قدمتها في الجامعة تم ترشيحي واختياري ضمن 32 باحثا من أشهر أساتذة الجامعات العريقة في أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، الهند، والصين، أنا أصغرهم سنا وأقلهم درجة علمية، حيث مازلت طالبا في مرحلة الماجستير غير أني الوحيد في الفريق المتخصص في الأحافير الدقيقة من نوع الكوكوليث. برنامج الرحلة وأوضح الجحدلي أن الرحلة ستنطلق إلى البحر الكاريبي في 3 مارس القادم، وتستمر مدة 42 يوما، وتستهدف حفر المناطق المحيطة بالجزر البركانية لدراسة تاريخ البراكين والانهيارات الأرضية المصاحبة لها؛ وذلك على متن سفينة الأبحاث جوديس ريزولوشن وهي إحدى السفن الضخمة التي كانت تستخدم في عمليات التنقيب عن البترول لشركات أمريكية وبريطانية حتى تم بيعها لبرنامج حفر المحيطات لما تحتويه من مساحة تقدر بحوالي 143 مترا طولا وعرضها 21 مترا، أما ارتفاعها فهو 61 مترا، وترتفع إلى سبعة طوابق تضم مختبرات ومعامل تقدر إجمالي مساحتها حوالي 1114 مترا مربعا. وعن البرنامج الدولي لحفر المحيطات قال الجحدلي: البرنامج يستهدف الدراسات البحرية المختلفة عن طريق استقطاب نخبة من علماء المحيطات حول العالم، ويعنى بتغذية الجامعات وقاعات المحاضرات بأحدث استكشافات علوم المحيطات مثل دراسات المناخ القديم، العمليات التكتونية وحركة دوران المحيطات وكذلك دراسات البراكين والزلازل. ونظم البرنامج سنويا رحلات إبحار إلى مواقع جديدة أو مواقع تم استكشافها لدراستها مبدئيا على متن سفينة الأبحاث جوديس ريزولوشن على مدى 90 يوما، ساهمت في إحداث نقلة نوعية كبيرة في علوم الأرض والمحيطات والغلاف الجوي، مشيرا إلى أن أسباب حفر المحيطات يعود إلى أن التعرية الجوية أخفت أجزاء كبيرة من السجل الجيولوجي، أما قيعان المحيطات فإن استمرار الترسيب جعل من السجل الجيولوجي للبحار والمحيطات تاريخا يمكن قراءته عن طريق التحاليل والتجارب المختلفة التي سوف تطبق على متن السفينة. نماذج مشرفة لم يكن محمد الجحدلي أول مبتعث سعودي يحقق إنجازا بهذا الحجم على مستوى العالم، ولن يكون الأخير، فقد كشفت تجربة الابتعاث عن مواهب وقدرات مكنونة لشباب طموح قادر على تحقيق أعلى مستويات النجاح في أرقى الجامعات العالمية، أبهروا العالم بتفوقهم والتزامهم وأخلاقهم العالية وقدرتهم على تمثيل وطنهم خير تمثيل، وظهر ذلك من خلال عدد من الإنجازات الأكاديمية التي حققها مجموعة من المبتعثين السعوديين على أكثر من صعيد رغم ظروف الغربة ومفارقة الأهل والوطن. فقد حصل نزيه شجاع العثماني المبتعث إلى جامعة بتسبرج الأمريكية على جائزة التفوق كأفضل طالب دولي من خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجامعة، وحصل عيد بن مساعد المطيري رئيس النادي السعودي بجامعة تكساس على جائزة (WHO is who) على مستوى الجامعات الأمريكية، لتفوقه أكاديمياً ولمشاركته المتميزة في فعاليات الجامعات وأنشطتها. وفي أوروبا، حقق المبتعث السعودي الدكتور حمدان الحازمي أكبر إنجاز طبي لطبيب غير فرنسي على الأراضي الفرنسية وبين جميع الأطباء المبتعثين لاستكمال دراساتهم العليا، أو ممارسة التدريب الفعلي بالمستشفيات الفرنسية. وذلك بتحقيق أعلى درجات الفحص في تخصص دقيق في المسالك البولية. ونال الطالب إبراهيم بن خليل أبو نادي المبتعث لدراسة الدكتوراه بجامعة جريفث بمدينة ملبورن الأسترالية شهادة التفوق من جامعة جريفث التي تمنح ل 5 % فقط من طلاب الجامعة، وحصد المركز الأول في المنافسة التي نظمتها منظمة Information Systems Audit and Control للتفوق الأكاديمي في مجال نظم المعلومات، كما تم قبول ورقته العلمية التي قدمها للمنافسة على جائزة البحث العلمي بمؤتمر الإبداع السعودي بمدينة ليدز البريطانية. وحصل الدكتور نزار محمد باهبري على جائزة أفضل طبيب مقيم في برنامج الطب الباطني في جامعة بريتش كولومبيا، متفوقا على 123 طبيباً من مختلف الجنسيات ممن يدرسون الطب الباطني في الكلية التابعة للجامعة. وحصل الدكتور أحمد القحطاني أستاذ مشارك في قسم علوم إصلاح الأسنان بجامعة الملك سعود على جائزة التميز في الأبحاث من جامعة بفلو نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ تعتبر هذه الجائزة أعلى درجة تعطى لباحث على مستوى طب الأسنان في جامعات ولاية نيويورك. كما تم منحه منصبا فخريا هو أستاذ زائر بجامعة بفلو وهو منصب للتعاون المشترك والمشاركة الفاعلة في العملية التدريسية والبحثية. ابتكارات وبراءات اختراع كما تمكن طالب الدكتوراه نجم بن مسفر الحصيني المبتعث إلى المملكة المتحدة من ابتكار طرق جديدة تفتح آفاقاً واسعة في كفاءة وفعالية تقنية تشفير الاتصالات. ومنحت جامعة ايسكس في بريطانيا المبتعث من جانب جامعة الطائف، شهادات شكر إلى جانب درجة الدكتوراه في الفيزياء التطبيقية بتفوق، وقبلها درجة الماجستير. فيما حصل الطالب سليمان بن حمد آل حطاب المبتعث لدرجة البكالوريوس، تخصص نظم معلومات وحاسب آلي في جامعة موري الحكومية في ولاية كنتاكي، على جائزة التميز الأكاديمي كأفضل طالب في القسم، كما حقق آل حطاب جائزة «كلير شرودر» لأفضل فكرة في كلية نظم معلومات وعلوم الكمبيوتر في الجامعة عن مشروع تقنية «السير الذاتية الذكية»، ونجح الطالب المبتعث علي يتيم المنتشري في إصدار براءتي اختراع في معالجة مرض السرطان، تمكن من خلالهما من نيل درجة الدكتوراه في الهندسة في جامعة تكساس الأمريكية، وأصدر براءتي اختراع لتصميم نظام طبي للكشف المبكر وتصنيف درجات سرطان البروستاتا، من خلال معالجة الإشارة الرقمية، تطوير نظام اتصال خاص بذلك، إضافة إلى المشاركة بثمانية بحوث علمية في مؤتمرات علمية متفرقة، لتمثيل المملكة داخل أمريكا. المرأة مبتعثة ناجحة لم تقتصر منجزات المبتعثين السعوديين على الطلاب الذكور فقد حققت المبتعثة السعودية نجاحات علمية دولية مهمة في مختلف التخصصات، فقد فازت الباحثة السعودية هبة الدوسري بجائزة المجلس الثقافي البريطاني لإنجازاتها البحثية في محاولة إيجاد علاج للسرطان، باستخدام تقنية «النانو»، متفوقة بذلك على أكثر من 1200 طالب أجنبي من 118 دولة، في المؤتمر التاسع للطلاب الأجانب في المملكة المتحدة. كما حققت الطالبة سارة الرويلي المركز الأول على مستوى العالم في الامتحان الدولي الذي تشرف عليه جامعة كامبردج اللندنية (CIE). وحققت جيلان عبدالله إسماعيل قاري الطالبة المبتعثة في أمريكا لدراسة تخصص العلاج الإشعاعي للسرطان، إنجازاً علمياً جديداً في علاج هذا المرض، من خلال تقديمها بحوثا واكتشافات علمية في دراستها في مرحلة البكالوريوس، واختيرت جيلان من قبل مجموعة من البروفيسورات لتمثيل الجامعة في مسابقة تضم عشر جامعات عريقة في أمريكا. إنجازات علمية وإنسانية وتعليقا على الإنجازات المتوالية للمبتعثين السعوديين المنتشرين في العالم، أكد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى أن المبتعثين السعوديين استطاعوا أن يمثلوا الوطن خير تمثيل، وتمكنوا من تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن الشباب السعودي لدى بعض المجتمعات الأخرى، وقال الموسى: فضلا عن الإنجازات الأكاديمية البحثية والاكتشافات المهمة وبراءات الاختراع التي سجلت لصالح مبتعثين سعوديين في مختلف التخصصات وفي أعرق الجامعات العالمية، فإن شبابنا استطاع أيضا على مستوى العمل الإنساني من تقديم صورة زاهية تعكس طبيعة المجتمع السعودي وذلك من خلال إنشائهم جمعيات خيرية تطوعية في دول الابتعاث هدفها تعزيز روح التعاون والسلام بين المجتمعات من خلال العمل التطوعي. وقال الموسى: برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يهدف ضمن استراتيجياته إلى تخريج 50 ألف مبتعث سعودي من أفضل 500 جامعة في العالم عام 2020م، مشيرا إلى أن عدد الدارسين السعوديين في الخارج بلغ حاليا 130397 طالبا وطالبة، منهم 87844 طالبا مبتعثا من وزارة التعليم العالي، و11845 مرافقا يدرس اللغة، و14103 موظفين مبتعثين، و16605 دارسين على حسابهم الخاص. فيما أوضح مدير خدمات الامتحانات في المجلس البريطاني الثقافي عاصم الغزي إلى أن قيمة الإنجاز الذي يحققه المبتعث السعودي هو تفوقه ضمن آلاف المرشحين على مستوى العالم وفي مختلف التخصصات، والأمثلة على ذلك كثيرة كحصول 130 مبتعثا سعوديا على جوائز نظير أدائهم الاستثنائي في امتحانات كمبردج، بمن فيهم 30 مبتعثا حققوا أعلى درجات في العالم و26 مبتعثا حققوا أعلى الدرجات على مستوى المملكة في موضوع واحد وأحرزوا أعلى مجموع علامات تراكمية في عدد من المواضيع.