أول ليلة في القبر ، تلك الليلة التي تناساه الكثير وتجاهلها السواد الأعظم ، نسيناها فقد ألهتنا الدنيا بزخرفها ولم نعد لها العدة بالاعمال الصالحة ملك الموت يتابع لحظات الاتصال الأخير .. شاء المولى أن أتصل على حبيبي وصديقي ورفيقي عبدالله بن عائض الدلبحي أسبل الله عليه من شآبيب رحمته وغفرانه بعد طول أمد فأمور الدنيا قد شغلتنا ، ومتاعها الزائل قد الهانا ، فكان الاتصال عليه في ليلة الموت ، ليلة الاحتضار ، ليلة الرحيل النهائي .... لا إله إلا الله رحمك الله أبو عايض هاتفته وبعد السلام والتحايا التي تكون مابين الأخلاء في الله حيث وجدته صادق الإريحية صاحب قفشات وتعليقات اتصال غلب عليه تبادل الضحكات والمزاح وإسداء بعض النصائح لي ، خلال المكالمة ألحيت عليه أن يقوم بزيارتي وتشريف داري الدنيوي ، وذكرته بضرورة تذكر أيام الصبا والطفولة والعودة للجذور والأطلال حيث الحارة القديمة التي كانت النشأة الأولى بين أسوار طين بيوتها فوعدني رحمه الله خيرا وقال إن شاء الله سأزورك ، وعدد صحبة لنا لكي يحضرون عندما تكون الزيارة فواعدته بذلك، فاطلق ضحكة محب ، ولم يعلم أن ملك الموت يتابع اتصالنا ويراقب كلامنا وينتظر وداعنا وأنه واقف على عتبة دار صديقي الراحل ليقبض روحه ولم يعلم أن أيامه قد انتهت وطويت صحيفته نعم ولم أعلم أنا أنه الاتصال الأخير الذي سيكون بيني وبينه وسيزول رقم جواله من الوجود لاحقا بصاحبه الذي واري الثرى حيث الأفول النهائي رحمك الله ابو عايض فقد عهدتك ناصحا منصحا صادق النية محبا للخير ، وفيا للرفقة ، صاحب خلق وسيرتك سيرة الصالحين ، لقد افجعني خبر رحيله عندما كان النبأ الغير سار صبيحة يوم الأربعاء عندما نقل لي مديري في العمل فراق أبو عايض وأنه يطلبك الحل ، وقع وطأة الخبر الزمني الصمت الواجم وهول الفاجعة لم استطع معه أن أتماسك فكان هدير العبرات وانسكاب الدمعات فمن فقدته له في القلب مندوحة من الحب والتقدير . رحمه الله فلقد كان مشهد جنازته مهيبا ومهولا ، فمحبيه تابعوه إلى المقبرة وكان بكاءهم مدميا ودموعهم يتفطر منها القلب حزنا وكمدا على فراق عزيز وغال لوعة على رحيل من كان له مساحة من الحب والتقدير والإجلال والتبجيل والإحترام كان البكاء من الصغير والكبير حتى تلاميذه سارعوا لوداعه الوداع الأخير وكان منظرهم وهم في بكاء محزن الهب العواطف وأجج المشاعر ونكأ الجروح فرحمك الله يابو عايض رحمة واسعة وجعل أول ليلة تنامها في اللحد بابا إلى الجنة وأن يجمعنا بك في جنات ونهر مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا نظرة قاتلة جميع المحبين من المشيعين يحثون التراب على لحده