سطر الشيخ عمر السعر وصيته قبل وفاته بأيام وكتب فيها «استمروا أحبتي بالدعاء لي في كل حين ووقت، وأخبروا كل من يمر على قبري بأن يدعو لي بالجنان ومراتع الإيمان، فأحبتي لا تحزنوا ولا تشقوا بي، اللهم أغفر لجميع أموات المسلمين والمسلمات وأنزل على قبورهم الضياء والنور، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، فأرجو أن تقبلوها رغم ركاكة أسلوبها وضعف كلماتها وضعف عباراتها، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وداعا لأسمي عمر السعر الذي تشرفت برفعه عاليا لنفسي، فكان نعم الاسم والذي سيخيم عليه الحزن، وداعا لكل حارة وقرية مررت بها، وداعا لحائل وأهلها، وداعا لكل محب، وداعا لكل من أخطأت بحقه، وداعا لكل مكان جلست فيه، وداعا لسنوات عمري وأيامي، وداعا لحارتي التي أمضيت فيها طفولتي وأجمل ذكرياتي، وداعا لحي العزيزية، فلكل من مر بتلك الأماكن بأن يسامحني على ما بدر مني وأغفروا لي كل ما بدر مني بكلمة دعاء وصفح عني، وداعا وإلى لقائنا في الجنة بإذن الله تعالى، فأنا إنسان كان ورحل فدعوا الحياة تجري كعادتها، إلى كل من يقرأ كلماتي هذه وتعانق حروفها ناظريه أن يذكر الليل الدامس وغربتي في القبر، وحياتي التي كانت من قبل وكيف أحالها الموت للموت فيدعوا لي بالرحمة وأن ينزلني منزل الأبرار وجنات الخلد والبعد عن النار، وداعا لإخواني وأخواتي في مدينتي الحبيبة حائل، وداعا لمصلاي وجامع الحوطي الذي قضيت فيه أجمل أوقاتي، وداعا لجامع برزان وداعا لجامع الشهداء، وداعا لمنزلي الصغير. توقفوا أرجوكم، نعم توقفوا عن قتل الابتسامة من محياكم وأعينكم تنزف الدمع الدافئ المالح كملوحة الحزن وألم الوداع، توقفوا أرجوكم عن سكب الدموع وجرح القلوب في عودة من لن يعود أبدا، أعيدوا الابتسامة والضحكات المجللة، وداعا يا من أحب شذى ذكراي الآنفة، فحديثي إلى كل من تذكر صحبتي ورفقتي، ولكل من قلب شريط ذكرياته معي وهو يقرأ خبر وفاتي، فأنا اليوم أخبر قلوب أحبتي بأنني في مقبرتي وحيدا جثة هامدة بلا حراك، إليكم جميعا يا من سكبتم العبرات من أعينكم تعبيرا عن لوعتكم لفراقي إليكم، يا من أطلقتم الأنات والزفرات التي خرجت من صدوركم كمدا لرحيلي ووداعي».. المنتقل إلى رحمة الله تعالى: عمر السعر