يبقى الوطن عزيزاً شامخاٍ تحفه عناية الله وإخلاص مواطنيه الأوفياء المخلصين الذين يسهرون على أمنه، أما الإرهابيون الذين تسللوا مؤخراً إلى حدود الوطن الشمالية للنيل منه غدراً وعدوانا وخيانة فإن مصيرهم بئس المصير لكونهم كشفوا للعالم أجمع خستهم ودناءتهم وغدرهم الخائن الذي نتج عنه استشهاد ثلاثة من حرس الحدود وهم: العميد عودة معوض البلوي والعريف طارق حلوي والجندي يحي نجمي رحمهم الله وإصابة ضابط برتبة عقيد ندعو له ولمن أصيب بالشفاء العاجل والوطن والمواطنين جميعاً قدروا جهود وتضحيات رجال الأمن في بلادنا من حرس الحدود الذين طالتهم يد الغدر والخيانة رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، إنهم فتية آمنوا بربهم فنذروا أرواحهم فداء للوطن، وهذا يؤكد قوة روابطنا الوطنية المتلاحمة، فالكل أمام أمن الوطن سواء صف واحد للذود عن الوطن ومقدساته، لقد ودع الجميع شهداء الوطن صفاً واحداً في الشمال والجنوب والشرق والغرب وصلى عليهم الوطن من أقدس بقعة وستبقى دماء الشهداء في ذاكرة الوطن في عرعر وفي أملج وفي جازان لتعلن الحب والولاء والوفاء للوطن ولقيادته. القائد مثل جنوده لحماية الوطن
هذا ماغرسه وطبعه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في حياة كل فرد من أفراد رجال الأمن في تخصصاتهم المختلفة وعايشهم هذا الحس الأمني معتبراً ان كل مواطن رجل أمن يحرص ويسهر على أرض أمن وطنه ومواطنيه من هذه المنطلقات والمسؤوليات الأمنية، خرج قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية العميد عودة البلوي- رحمه الله- في آخر الليل لميدان العمل حرصاً منه على حفظ أمن وطنه مثله مثل جنوده فكان معهم عند حصول الجريمة النكراء الغادرة وحصوله على الشهادة رحمه الله على الشهداء وشفى الله المصابين .
وزير الداخلية وفاء في وفاء.
ويتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية زياراته الشخصية للمصابين من جراء الحادث الغادر لرجال حرس الحدود المشاركين في التصدي للعدوان الآثم من الطغمة المجرمة الضالة لمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية الذين لقوا حتفهم المصيري المستحق لهم لكونهم خانوا وطنهم ومواطنيهم وزيارة سمو وزير الداخلية للمصاب العقيد سالم طعيسان العنزي الذي يتلقى العلاج في مستشفى الأمن الداخلي بالرياض جراء الإصابة التي تعرض لها خلال مشاركته في التصدي للإرهابيين الذين لقوا حتفهم نتيجة جرمهم وسوء عملهم كما قام سموه بالشخوص الشخصي إلى مركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية حين وقوع الحادث، وهذا ما تعوده رجال الأمن من سموه في مواقفه المشهودة معهم في السراء والضراء.
ويتواصل الوفاء لرجال الأمن الأوفياء لدينهم ومليكهم ووطنهم ينقله مساعد وزير الداخلية لشئون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني الذي نقل تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وأشقاء الشهيد قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية الشهيد عودة معوض البلوي الذي اغتالته الأيدي الغادرة اثر العمل الإجرامي الذي وقع فجر الاثنين قبل اسابيع في مركز سويف الحدودي، وقد كانت زيارة القحطاني لذوي الشهيد الفقيد البلوي في محافظة أملج يرافقه لحرس الحدود بالنيابة اللواء عواد بن عيد البلوي لتقديم واجب العزاء في فقيد الوطن حيث امتدح العمل البطولي للفقيد البلوي مؤكداً ان هذا العمل مفخرة للوطن بالمملكة سائلاً المولى أن يتغمد الفقيد وزملاءه بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ومما تجدر الإشارة اليه ان للفقيد عددا من الأبناء والبنات أكبر ابنائه محمد، ومواساة اخرى مماثلة لأسر شهداء الوطن في جازان وهما العريف طارق حلوي والجندي يحيى نجمي.
الوطن لا تهاون في حمايته من الغادرين الأشرار
وفي نفس السياق أكد اللواء بحري عواد بن عيد البلوي مدير عام حرس الحدود بالنيابة ان رجال حرس الحدود مع جميع رجال الأمن والمواطنين عيون ساهرة في تنفيذ مهامهم لحماية وطنهم ومجتمعهم مضحين بأرواحهم في سبيل دينهم ثم مليكهم ووطنهم مهما كلف وذلك من تضحيات.
وكثيرمن الخطباء الأفاضل يتوفقون في انتقاء خطبهم ويواكبون الأحداث فقد توفق خطيب جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- بجده في خطبته ليوم الجمعة الموافق 18/3/1436ه فضيلة الشيخ القاضي بمحاكم جدة خليل محمد الشمراني فقد استمع الجميع إلى خطبته القيمة التي دعا فيها بعد المقدمة الله عز وجل بأن يكتب الشفاء والعافية لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وأن يطيل في عمره ويحفظه ذخراً للإسلام والمسلمين وتحدث فضيلته إلى أن ماحصل خلال الأيام الماضية من قتل رجال الأمن والاعتداء عليهم ما هو إلا عمل منكر وجرم شنيع، ولكم أن تتأملوا بين القاتل والمقتول، أما رجال الأمن فقد قال فيما رواه مسلم وأحمد ( كل ميت يختم على عمله إلا الذي بات مرابطاً في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر) وعن ابن ماجه (( من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه عمله الصالح الذي كان يعمل واجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع )) مستطرداً بقول الطيب رحمه الله (أي يقدر له من العمل بعد موته كما جرى منه قبل الممات وأجري عليه رزقه) أي يرزق في الجنة كالشهداء ذلك اذا قصد حراسة الدين ونصرة المسلمين وإعلاء كلمة الله، أما القاتل من هؤلاء البغاة الخارجين عن الجماعة فقد روى الترمذي وحسنه ان النبي قال (من أهان سلطان الله في أرضه أهانه الله) قال أهل العلم ومن اهانه السلطان اهانه جنده وأي إهانة أعظم من القتل؟! فلينظرالقتلة لرجال الأمن الهوان في الدنيا والهوان يوم القيامة كما أخبر الله بذلك فقال ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً النساء 93 مؤكداً فضيلته ان الأمن مطلب عزيز وكنز ثمين هو قوام الحياة الإنسانية كلها وأساس الحضارة المدنية أجمعها تتطلع اليه المجتمعات وتتسابق لتحقيقه السلطات وتتنافس في تأمينه الحكومات تسخر له الإمكانات المادية والوسائل العلمية وأنواع الدراسات وتحشد له الأجهزة الأمنية والعسكرية وتستنفر له الطاقات البشرية مطلب الأمن يسبق طلب الغذاء فبغير الأمن لايستساغ طعام ولا يهنأ عيش ولا يلذ نوم ولا ينعم براحة.. قيل لحكيم أين تجد السرور قال في الأمن فإني وجدت الخائف لا عيش له. ففي ظل الأمن تحفظ النفوس وتصان الأعراض والأقوال وتأمن السبل وتقام الحدود ويسود العمران وتنمو الثروات وتتوافر الخيرات ويكثر الحرث والنسل، ففي ظل الأمن تقوم الدعوة إلى الله وتعمر المساجد وتقام الجمع والجماعات ويسود الشرع ويفشو المعروف ويقل المنكر ويحصل الاستقرار النفسي والاطمئنان الاجتماعي، أيها الإخوة الأمن ليس كلمة تقال بالالسن ثم بعده تستقيم الامور بل الامن يحتاج إلى جهد و مصابرة لا يقوم الامن إلا برجال مخلصين وشعب متماسك مع حاكم يقوم بأمر الناس. يقول الامام الماوردي رحمه الله لابد للناس من سلطان قاهر تأتلف بقوته الأهوية المختلفة وتجتمع بهيبته القلوب المتفرقةتكف بسطوته الأيدي المتغالبة وتقمع من خوفه النفوس المتعاندة والمتعادية لأن في طبائع الناس من حب المغالبة والقهرلمن عاندوه مالا ينكفون عنه الا بمانع قوي ورادع ملي، قال الشاعر:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
أحسنت أيها الشيخ الفاضل القدير خليلي محمد الشمراني على هذه الخطبة البليغة الرصينة وفقك الله وبارك فيك وفي عملك.
صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير تبوك واسى أسرة العميد عودة معوض البلوي الذي استشهد في احداث مركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية وقد شاطرهم سموه- حفظه الله- العزاء لشقيق الفقيد في سبيل الذود والتصدي لكل من يحاول المساس بأمن الوطن سائلاً المولى ان يتغمد الفقيد وزملاءه بواسع رحمته ورضوانه كما شارك الشيخ سليمان بن رفاده شيخ شمل قبائل بلى في قبول العزاء في الفقيد وأوضح الشيخ بن رفادة بأن الفقيد قدم حياته من أجل الحفاظ على وطنه وهذا منهج المواطن السعودي المخلص لدينه وملكيه ووطنه كما شارك في العزاء كل من محافظ املج الأستاذ محمد الرقيب ووكيل المحافظة الأستاذ عبدالمحسن البازعي والشيخ عبدالهادي عضو المجلس البلدي واللواء متقاعد الدكتور مساعد الفايدي واللواء المهندس الاستشاري عبدالعزيز محمود الجهني وقائد قطاع سلاح الحدود بمحافظة املج العميد حمدان العطوي ومساعده العميد عبدالله الدريني ومشايخ جهينة وبلى وأعيان وأهالي محافظة املج الذين يكنون للفقيد كل الحب والتقدير ويدعون له بالرحمة والرضوان، وأنا أعزي نفسي وجميع ابناء الفقيد في مقدمتهم ابنه محمد ووالدته واشقاءه واقرباءه الشيخ منصور بن حمدان البلوي واخوانه.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ). وحسبنا الله ونعم الوكيل