نَظَّمَتْ "دروب العرب" رحلة #هايكنج_شدا_الأسفل وذلك يوم السبت 3 شعبان ذو الحجة 1438 (29 أبريل 217) في عقبة المشاة المعروفة باسم عقبة الملك فيصل والتي أمر رَحِمَهُ اللَّهُ بإنشائها وأُنشئت عام 1388 ه 1968 والتي يبلغ طولها حوالي 13 كلم. شارك في هذا النشاط 28 مشاركاً ضمن مجموعة من هواة ومحبي الهايكنج والمغامرة من أطباء ومهندسين ورجال أعمال وأكاديميين ومثقفين، بادروا للمشاركة في هذا النشاط، جاءوا من 10 من مناطق ومحافظات المملكة. وهذه هي الرحلة رقم 86 ل "دروب العرب" (ArabianHiking) أول منظم سعودي محترف للهايكنج يعمل بإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، متخصص في تنظيم المشي في الطبيعة للأفراد والمجموعات والعائلات بخبرات متقدمة ومعايير عالية وبمحتوى إثرائي. والهايكنج (المشي الجبلي)، أَوْ (المشي في الطبيعة) رياضة ممتعة ومثيرة، وتمثل ممارستها مؤشراً على اللياقة والصحة الجيدة، كما أنها رياضة اجتماعية بدرجة عالية وثرية بالمعلومات، تمارس هذه الرياضة وُصُولاً إلى أماكن سياحية وتراثية، وتهدف إلى نشر ثقافة المشي في الطبيعة وتحفيز المجتمع على تعزيز الصحة الشخصية وتحسين اللياقة، إضافة إلى الاهتمام بحفظ البيئة وتطبيق مفاهيم برنامج" لا تترك أثراً" للعناية بالبيئة الذي تتبناه هيئة السياحة والتراث الوطني للعناية بالبيئة. وعقبة شدا الأسفل (عقبة الملك فيصل) مدرَّجة ومرصوفة بالحجارة من الحجم الكبير مصفوفة بطريقة هندسية رائعة تسمح بسير القوافل من الإبل المحملة بالبضائع تربط تهامة المخواة بشدا الأسفل، إِضَافَة إلى استخدام السكان المحليين لها في التنقل في الحياة اليومية آنذاك، حيث استمر استخدامها حوالي عشر سنوات، إلا أنها أهملت بعد انتشار السيارات والطرق الحديثة. استمرت رحلة المشي هذه حوالي تسع ساعات، تخللها استراحات وتوجيهات على أسس رياضة الهايكنج، وأسس برنامج "لا تترك أثراً" إضافة إلى فعاليات تعريفية بهذه العقبة التي لا تزال تحتفظ بمعالمها، إِضَافَة إلى التعريف بتراث "عقبات القدم" التي تزخر بها المناطق الجبلية في سلسلة جبال السروات وغيرها من جبال المملكة. وانتهى النشاط إِحْدَى الاستراحات المعدة داخل أحد الكهوف التي تَتَمَيَّز بها شدا الأسفل. وَأَكَّدَ المؤسس والمدير العام التنفيذي ل #دروب_العرب الدكتور صالح الانصاري، الأستاذ المساعد في طب الأسرة والمجتمع، أن الهدف من هذه الأنشطة هو نشر ثقافة الهايكنج، ومشي المساقات الطويلة في الطبيعة، وتوجيه أنظار الشباب إليها، فهي رياضة تجمع بين تعزيز الصحة والتواصل بين مختلف الأجيال، وتهتم بحب البيئة والتعرف على الطبيعة، كما تهتم بإعادة الشباب إلى حياة الأجداد وإحياء التراث، وتعمل على تنشيط السياحة الداخلية، ودعا إلى تشجيع الشباب على إحياء هذه المسارات واستخدامها في نشر هذه الرياضة الفريدة. وأَضَافَ الأنصاري، أن مملكتنا مليئة بمثل هذه المسارات التي كانت تمثل دروب السفر والحج والتجارة والتنقل للمشاة والدواب، إضافة إلى عشرات المسارات في الأودية والشعاب التي عاش فيها الأجداد وتأقلموا مع الحياة فيها. واختتم الدكتور الأنصاري حديثه بأن هذه التجربة ستكون فريدة؛ لأنها تنفذ في إحدى أهم المدن السياحية بما فيها من معالم الجذب السياحي، وفي هذه العقبات الرائعة التي اعتراها النسيان، مُضِيفَاً أنه من شأن انتشار هذه الرياضة أن ينشط السياحة في مختلف مناطق المملكة على مدار العام.