أكد الوزير السابق والسياسي الليبي الدكتور ابراهيم قويدر لبرنامج "بانوراما" على شاشة "العربية" اليوم السبت أن "معمر القذافي اشترى صواريخ لصالح إيران أثناء حربها على العراق، وأرسل عناصر من كتائب القذافي للمشاركة في إطلاقها على العراق، في الوقت الذي كان يتظاهر فيه بدعم بغداد ونظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومساندة القومية العربية". وكشف قويدر أن المجلس الانتقالي الليبي "سيقدم قريبا إلى لبنان ملفا كاملا عن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر" في ليبيا قبل 33 عاما. وأكد أن ثورا ليبيا "وضعوا يدهم بالكامل على كافة وثائق الاستخبارات الليبية، وأن هناك لجنة تعكف على دراسة تلك الوثائق". وأوضح أن ما تم تسريبه من تلك الوثائق هو "عملية مقصودة ومخططة". وقال "إن كافة وثائق الاستخبارات الليبية كانت موجودة في مكتب الأمن الخارجي، وإن نسخا منها كانت موجودة في مقر قيادة القذافي في باب العزيزية". وذكر أن "سياسة القذافي في إفريقيا كانت مزدوجة من خلال دعم الأنظمة الحاكمة، والتعاون مع المعارضة المسلحة لزعزعة استقرار تلك الأنظمة". وأفاد أن "ميزانية الاستخبارات الليبية كانت مفتوحة، وكان عملها يعتمد على الطابع الشخصي من خلال الاعتماد على بعض العناصر في أجهزة المخابرات الأخرى عربيا ودوليا". تسريب مخطط ومن القاهرة، أعلن الدكتور محمد فايز فرحات الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية أن المجلس الانتقالي الليبي يضع في اعتباره حساسية الوثائق التي يمتلكها، وخاصة فيما يتعلق "بمستقبل العلاقات مع الولاياتالمتحدة". واشار إلى أن التعامل مع محتوى هذه الوثائق سيكون على الأرجح على "أسس من التنسيق والتعاون مع أمريكا ودول الغرب". وقال إن "تسريب بعض الوثائق عن استشارات أمريكية تم تقديمها إلى القذافي قبل سقوطه، ربما يكون الهدف منه حث واشنطن على الدعم الكامل للسلطة الجديدة في ليبيا". ملف العلاقات الأمريكية وقد كشفت وثائق الاستخبارات الليبية المسربة عن الكثير الا ان بعض ما جاء فيها تحدث عن عمق العلاقة بين نظام القذافي وبين الولاياتالمتحدة الى حد عقد اجتماعات لمسؤولين ليبيين وشخصيات امريكية بحثت في سبل مساعدة القذافي على البقاء في السلطة قبل اسابيع من سقوطه. ومن تلك الشخصيات السفير ديفيد ولش الذي قدم نصائح للقذافي بشأن كيفية التقليل من العزلة الدولية و ضربات الناتو التي كان يتعرض لها. وقدم ولش بحسب الوثائق مجموعة من الاقتراحات لإضعاف الثوار عبر الاستعانة بوكالات استخبارات أجنبية. وتعود العلاقة الامريكية – الليبية الى ما قبل تخلي القذافي عن برنامجه النووي، حسب الوثائق، وقد توطدت في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الى الحد الذي جعل الولاياتالمتحدة ترسل مشتبهين بالارهاب لنحو 8 مرات على الاقل الى ليبيا من اجل استجوابهم، كما فكرت وكالة الاستخبارات الامريكية في تأسيس وجود دائم لها في ليبيا، وذلك وفق المذكرة التي وجهها الرجل الثاني في الوكالة الامربكية ستيفن كابيس الى مدير الاستخبارات الليبية انذاك موسى كوسا. وكشفت الوثائق السرية عن العلاقة الامنية الوطيدة بين بريطانيا وليبيا وعن ان الاستخبارات البريطانية الخارجية ( ام اي6) قدمت تفاصيل للقذافي عن المعارضين له الموجودين في الخارج. مخطط ضد السعودية وحول علاقة ليبيا بعدد من البلدان، تحدثت الوثائق عن اليمن، فأشارت الى ان رئيس مجلس التضامن الوطني حسين الاحمر,و محافظ صعدة الحالي وتاجر السلاح اليمني الشهير فارس مناع، كانا متورطين في التآمر على السعودية. وأكدت الوثائق استلام الاحمر ومناع ملايين الدولارات بالاضافة الى تعاونهما في دعم الحوثيين بالاموال والسلاح بهدف زعزعة الامن في السعودية. وأشارت وثائق إلى مؤامرات اخرى قام بها رئيس الاستخبارات في حكومة القذافي عبدالله السنوسي مع بعض الجماعات المسلحة في دارفور وجنوب السودان وحركة ابو سياف في الفلبين. فيما تحدثت بعض الوثائق عن ان هناء ابنة القذافي بالتبني، والتي قال انها قتلت في غارة على منزله عام 1986، كانت تعمل طبيبة في مستشفى غرب طرابلس وتقلدت مسؤوليات رسمية اخيرا. وتبقى هذه المعلومات التي تكشفت عن وثائق الاستخبارات الليبية جزء يسير وضئيل من ارشيف كبير لا يُعرف مصيره حتى الآن.