أظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني، تأييداً جماهيرياً أوسع لمنهج حركة حماس على غيرها من الفصائل. والعجيب أن نسبة من يفضلون نهج حماس على فتح أعلى في الضفة الغربية، والعكس صحيح، في قطاع غزة. فقال 42% من أهالي الضفة إنهم يفضلون نهج حماس (28% لفتح)، مقابل 40% لفتح (37% لحماس) في غزة. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه «معهد العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد)» في 1 و2 ديسمبر الحالي وشمل عينة عشوائية من 1200 شخص من كلا الجنسين في الضفة والقطاع، وضمن نسبة خطأ 3%، أن 85% من الفلسطينيين يعتبرون أن التصويت الأممي لفلسطين دولة مراقبة في الأممالمتحدة انتصار للقضية الفلسطينية، ولكن في الوقت نفسه، يرى 43% منهم أن هذه الخطوة لن تحدث تغييرات حقيقية على الأرض. أما بشأن رد العدوان الصهيوني على غزة، فقال 90% من المستطلعة آراؤهم إن توقف العدوان على غزة بإبرام اتفاق التهدئة يعتبر «انتصارا» للفلسطينيين، ويرى 50% أن هذا «الانتصار» لن يقود إلى تغييرات حقيقية على الأرض. وبينت النتائج أيضا أن غالبية من المستطلعة آراؤهم أصبحوا أكثر تفاؤلا وإيجابية بعد رد العدوان على غزة؛ إذ رأى 88% في الكفاح المسلح وسيلة فعالة لتحقيق الاستقلال الفلسطيني. ويرى 73% أن وضع القضية الفلسطينية سيتحسن، بينما يعتقد 17% بغير ذلك. ووفق الاستطلاع، فقد أدى الشعور بالانتصار إلى شعور مضاعف بتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية؛ إذ عبر 87% عن تفاؤلهم بذلك. وأحدث «انتصار» غزة و«انتصار» الدولة في الأممالمتحدة، كما يبدو، تحسناً في وجهات نظر المستطلعة آراؤهم من القيادات الفلسطينية؛ إذ قال 89% إن وجهة نظرهم (من حماس) تحسنت أو تحسنت إلى حد ما، ووصلت النسبة إلى 82% بخصوص السلطة، وبالنسبة لحركة فتح، فقد وصلت النسبة إلى 81%. وتغلب المعارضون للمفاوضات (49%) مقابل 44% في يوليو (تموز) الماضي على المؤيدين لها (45%) مقارنة ب50% في الشهر نفسه. وبخصوص حل الدولتين، رجحت النتائج كفة المعارضين لها (50%) على المؤيدين (47%)، وأظهرت في الوقت نفسه أن أهالي غزة أكثر تأييدا لحل الدولتين بنسبة 51% مقارنة مع أهالي الضفة (44%). وأيدت غالبية كبيرة (78%) إجراء الانتخابات التشريعية؛ ولكن التأييد لها كان أكثر في غزة (85%) مقارنة بالضفة (74%). أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية، فقد أيد إجراءها 76%، وزاد تأييدها في غزة (85%) عنه بالضفة (70%). وفي سباق يضم 12 مرشحاً للانتخابات الرئاسية، بينهم 4 من فتح، و4 من حماس، و3 شخصيات مستقلة ويسارية، وممثل عن الجهاد الإسلامي، فإن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يحصل على أعلى الأصوات مع ارتفاع ملحوظ في شعبية إسماعيل هنية. وحتى في التنافس بين الشخصيات ال12، يحصل عباس على 25%، يليه إسماعيل هنية بنسبة 18%، ومروان البرغوثي ب12%، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس 6%، وبقية القياديين يحصلون على 4% أو أقل.