الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: فإن الإلحاد طوفان قادم يجتاح العالم، وليس كما يردد البعض أنه موضة سرعان ما تنتهي، فالمهتم بأمر الإلحاد والدارس له يرى ما لا يرى غيره. الإلحاد اليوم غير الإلحاد القديم، فهو مختلف في وسائله وأساليبه، بل أصبح طريقه ممهداً لوجود الوسائل الحديثة التي ساهمت في عودة الإلحاد بثوب جديد وأساليب جديدة ووسائل متعددة. التويتر والفيس واليوتيوب ومواقع الشبكة العنكبوتية ساهمت في ظهوره على السطح. وسأذكر في حلقات بعض الأسباب التي ساهمت في ظهور الإلحاد في العالم الإسلامي وانجراف البعض في طوفانه. ومن هذه الأسباب: أولاً: الجهل بالعقيدة الصحيحة: وهذا له أسباب عدة منها: 1 – القصور في إيضاح العقيدة الصحيحة. 2 – ضعف الاهتمام بتدريس المواد الشرعية في كثير من بلدان العالم الإسلامي. 3 – تغريب المجتمعات الإسلامية. 4 – التنفير من علماء السلف وكتبهم. وبيان ذلك: أ – القصور في إيضاح العقيدة الصحيحة: ويتضح ذلك في أمور منها: 1 – اهتمام الكثير من أهل العلم بتدريس طلبة العلم، وإهمال تدريس العامة إلا فيما ندر، وعدم تخصيص دروس تناسب العامة. 2 – طريقة شرح الدروس الشرعية غالباً تكون بأسلوب لا يفهمه إلا طلاب العلم. 3 – عدم احتواء الشباب الذين لديهم إشكالات وشُبه تتعلق بالعقيدة. كل هذه وغيرها أدت إلى جهل العامة بأمور العقيدة. وقد كان تعليم العامة وتيسير العلم لهم سُنة حسنة سار عليها أئمة الدعوة – رحمهم الله – وعلى رأسهم المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب. فالأصول الثلاثة مثلاً صاغها المجدد بأسلوب يفهمه العوام، بل وحث على أن يحفظوا هذه الأصول التي يقوم عليها الدين الإسلامي، حتى غدا كثير منهم يحفظها عن ظهر قلب، حتى كبار السن حفظوها، وقد قابلت عدداً من كبار السن يحفظونها حفظاً متقناً. يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – في شرحه على الأصول الثلاثة: “وكان رحمه الله – محمد بن عبدالوهاب – يلقن الطلبة والعامة هذه الأصول الثلاثة ليدرسوها ويحفظوها ولتستقر في قلوبهم لكونها قاعدة في العقيدة”. والتقصير في بيان العقيدة الصحيحة يشترك فيه العالم، وطالب العلم، وأئمة المساجد الذين اقتصر دور بعضهم على القراءة في كتب الوعظ فقط وإهمال كتب العقيدة. وكذلك خُطباء الجُمع عليهم كِفل من هذا التقصير. ومن جوانب التقصير كذلك لدى بعض أهل العلم عدم احتواء الشباب والسماع لما لديهم من تساؤلات وشُبهات حول الله – عز وجل – أو أمور العقيدة عموماً. فالشاب لا يكاد يجد من يحتويه ويحل له الإشكالات العقدية التي لديه، بل ربما وجد الغلظة والتعنيف والزجر من بعضهم. فعلى طلاب العلم العناية بالعقيدة، وسد جوانب القصور في نشرها وبيانها وإيضاحها. ((يتبع)). عبدالعزيز بن محمد السريهيد [email protected]