أصدرت اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي للصيدلة المجتمعية بالمملكة العربية السعودية، التوصيات الختامية للمؤتمر الذي نظمته كلية الصيدلة بجامعة القصيم خلال الفترة من 27-29 جمادى الأولى 1439ه، تحت عنوان (خلق ثقافة مبنية على القيم)، حيث أعد المختصون النسخة النهائية من التوصيات التي تهدف إلى اكتشاف الفرص والتحديات التي تواجه الصيدلة المجتمعية، وإزالة الصعوبات والعوائق التي تعترضها، بالإضافة إلى خلق فرص عمل لتقديم جيل عملي مميز وتطوير مهنة الصيدلة. وتمثلت أبرز توصيات المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في مجال الصيدلة المجتمعية في المملكة، في أن تقوم لجنة من عمداء كليات الصيدلة بالمملكة، بالتعاون مع الهيئة السعودية للتخصصّات الصحية بإعداد إطار وطني لكفاءات خريجي الصيدلة (SaudiPharm)، وفق معايير الإطار الوطني السعودي للمؤهلات في هيئة تقويم التعليم. كما طالبت التوصيات بضرورة مراقبة الممارسات الخاطئة في صرف الأدوية، ووضع آليات للحد من تلك الظاهرة، وتشريع ضوابط وعقوبات للمتجاوزين، وتقديم برامج توعية للمرضى وفئات المجتمع بالممارسات الخاطئة في صرف الأدوية، وخطورة تناول الأدوية بدون وصفة طبية وخاصة المضادات الحيوية، بالإضافة إلى السعي لإعداد خطة شاملة لتوطين قطاع الصيدلة وتوفير فرص العمل في الصيدليات المجتمعية. والعمل على جعل الصيدليات المجتمعية بيئة جاذبة ومحفزة للصيادلة السعوديين، وكذلك السعي إلى زيادة الرضا الوظيفي فيها، وتشجيع الصيادلة السعوديين بالعمل في صيدليات المجتمع ومنح الصيادلة الجدد فرص تملك الصيدليات. وتضمنت التوصيات الارتقاء بمخرجات التعليم الصيدلي وتنمية المهارات والكفاءات بما يلائم حاجة سوق العمل في الصيدليات المجتمعية، بالإضافة إلى تبني التوجهات الحديثة في التعليم الصحي في مناهج كليات الصيدلة، وإدراج التقنيات الحديثة في التعليم الصيدلي مثل الصيدليات الافتراضية ومحاكاة الصيدلة المجتمعية كجزء من المقررات التعليمية في مناهج كليات الصيدلة. وأوصى المشاركون بالمؤتمر بضرورة إدراج مقررات وساعات تدريب ودورات خاصة في الصيدلة المجتمعية في مناهج كليات الصيدلة ضمن برنامج تدريب الصيدلة الأساسي والمتقدم (IPPE/APPE) وإدراج الصيدليات المجتمعية ضمن التدريب كمتطلب للتخرج والسنة التدريبية (الامتياز)، وكذلك العمل بين لجنة عمداء كليات الصيدلة بالمملكة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية وهيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة لتطوير وإعادة بناء صيدليات المجتمع للارتقاء بطرق تقديم الرعاية الصيدلانية، والانتقال من الصرف النمطي للدواء إلى تقديم الرعاية الصيدلانية المتكاملة في صيدليات المجتمع، والعمل على اعتماد تقديم خدمات الرعاية الصيدلية في صيدليات المجتمع مثل عيادات أدوية السكري وأدوية سيولة الدم وأدوية الربو وتقديم التطعيمات وغيرها. كما اشتملت هذه التوصيات على أهمية تبني الملف الإلكتروني الموحد وربطه بجميع مقدمي الخدمة الصحية بما في ذلك صيدليات المجتمع، مما يسهم في تحديد الخطة العلاجية الأنسب للمريض وتقليل الآثار الجانبية المحتملة من عدم صرف الدواء المناسب، وكذلك الربط الإلكتروني بين الهيئة العامة للغذاء والدواء والصيدليات المجتمعية للاطلاع على المستجدات والتعاميم الصادرة. وتفعيل العمل المشترك بين الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمجلس العلمي للصيدلة والمستشفيات المعتمدة لإنشاء برامج الإقامة والزمالة في الصيدلة المجتمعية، لتطوير كوادر صيدلانية سعودية قادرة على الرفع من مستوى الرعاية الصيدلانية في المجتمع، وكذلك مراجعة وتحديث أنظمة الممارسة في الصيدليات المجتمعية. واشتملت على التوصية باستخدام البرمجيات والتطبيقات والحلول الإلكترونية في الصيدليات المجتمعية لتسهيل ورفع كفاءة صرف الأدوية للمرضى وضمان السلامة وتقليل الأخطاء الدوائية والعلاجية والأعراض الجانبية والتداخلات بين الأدوية، بالإضافة إلى تبني تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة في تقديم الرعاية الصيدلانية ورفع الوعي والتثقيف الدوائي. وكذلك التنسيق مع الجامعات وشركات الأدوية لعمل دورات تعليمية مستمرة للصيادلة في صيدليات المجتمع، والتوسع في تقديم برامج في التعليم والتدريب الصيدلي المستمر والمؤتمرات واللقاءات العلمية الخاصة بالصيدلة المجتمعية، فضلًا عن تشجيع إجراء الأبحاث والدراسات في مجال الصيدلة المجتمعية وتقديم الدعم والجوائز في ذلك، وتوفير بيئة مناسبة تسمح للصيدلانيات للعمل في مجال الصيدليات المجتمعية وتوفير الحماية لهن. يذكر أن المؤتمر كان قد ناقش التحديات والفرص التي تواجه ممارسة الصيادلة المواطنين في الصيدليات المجتمعية في برامج التحول الصحي الوطني، واستعرض العديد من المحاور والموضوعات الهامة، حيث ركزت المناقشات على أربعة أقسام أكاديمية وهي ( قسم ممارسة الصيدلة، وقسم علم الأدوية والسموم، وقسم الصيدلانيات، وقسم الكيمياء الدوائية والعقاقير )، إضافة إلى دور الصيدلة المجتمعية في المملكة والممارسة المثلى لضمان التحكم في صرف واستخدام الأدوية، كما هدف المؤتمر لخلق ثقافة مهنية مبنية على القيم في الصيدليات المجتمعية، بحضور أكثر من 650 طالباً وطالبة.