في الوقت الذي تعمل فيه وزارة الصحة بالمملكة في تحذير المجتمع من آفة و أضرار استخدام بعض العقارات والأدوية المتداولة في الأسواق والصيدليات المنتشرة في المناطق والمحافظات والقرى والهجر ، تواصل بعض منها ممارسات "طائشة" في عرض تلك العقارات والأدوية دون ادنى مسؤولية بصحة المستهلك. البعض يتساءل عن السبب وراء غياب الدور الرقابي من الوزارة وهيئة الدواء والغذاء لمنع وقف مثل تلك الأدوية في الأسواق قبل دخولها السوق ، لاسيما ان التعاميم التي تصدرها الجهات المختصة في وزارة الصحة تحذر من بيع أدوية ثبت علميا خطورتها على المستهلك !!. "اليوم" تنقل للمسؤولين قلق المستهلك من هذه التصرفات بعد إدراكه لاضرار وخطورة بعض من هذه الأدوية المعنية التي يظل البعض منهم يستخدمها لفترات طويلة دون علمه بما تحمله من أخطار على صحته. مؤتمر الصيدلة أشار عبد المجيد الحربي في البدء إلى أن المملكة ممثلة في قيادتها تهتم كثيرا بهذا الأمر الذي ظل يؤرق الكثيرين ، وقد تجلي اهتمام القيادة بالتوجيه إلى تنظيم المؤتمر الصيدلي السعودي العالمي مؤخرا لتدارس ومعرفة أسباب الخلل في هذا القطاع ذي الحساسية العالية لارتباطه المباشر بصحة الإنسان. و أكد الحربي أن المؤتمر خرج بجملة توصيات لو أخذت في الاعتبار من قبل المختصين فسيكون من شأن هذا القطاع أن يشهد نقلة نوعية كبيرة في تقديم الرعاية الطبية والطريقة المثلى في الممارسات المهنية فضلا عن إيجاد مستقبل زاهر وخال من تلك الهواجس التي ما فتئت تضجع بال المواطنين. خبر مزعج تحدث في البدء المواطن محمد عبدالله السياري عن عقار ظل يستخدمه سنوات طويلة حيث انه يعاني السكر قائلا: منذ ست سنوات وانا استخدم عقارا معينا حتى فوجئت مؤخرا باحدى الصحف المحلية تحذر من استخدامه ووصفت الصحيفة العقار بالمسرطن وشبيه ببعض المضاعفات التي تؤثر على صحة مرضى السكري. واضاف السياري. منذ هذه اللحظة التي قرأت فيها بالصحف ذلك التحذير وانا متوقف عن استخدام هذا العقار الذي فوجئت باضراره بهذا الخبر الذي ازعجني كثيرا. موقف الطبيب اما شايع النفيسة فيقول: ألاحظ كثيرا من الصيدليات يعمد العاملون فيها من الصيادلة الى وضع نفسه في موقع الطبيب المختص ويقوم بصرف الدواء دون اي تشخيص للحالة من قبل الطبيب. ويذكر شايع موقفا حصل له مع زوجته الحامل التي اضطرت الى الذهاب لاحدى الصيدليات في المنطقة الشرقية ووصفت حالة الاعياء لاحد الصيادلة العاملين في احدى الصيدليات وقام بدوره بصرف دواء لها الى ان عادت الى المنزل وقامت بتناول العقار وفجأة ازدادت حالتها سوءا. مشيرا الى اننا ذهبنا بها الى مستشفى الولادة والاطفال بالدمام واخبرنا الطبيب المختص بحالتها الذي استغرب بدوره من المضاعفات التي حصلت لزوجتي الى ان اكتشفنا انها بسبب الدواء الذي صرف لها من الصيدلي والذي لم يعرف انها حامل في شهورها الاولى ولولا عناية الله سبحانه لازداد الامر سوءا ووصل الضرر الى الجنين الذي تحمله ولكن قدرة الله سبحانه فوق كل شيء. تهاون اما سعاد الخالدي فتقول: اضطررت يوما للاستعانة باحد الصيادلة في حينا لانقذ احد اطفالي من الحبوب التي ظهرت علاماتها في وجه طفلي الوحيد وشرحت للصيدلي الحالة وقام بصرف دواء عبارة عن معجون اضعه على موقع ظهور هذه العلامات وقمت بالفعل بما نصحني وازدادت الحالة سوءا الى ان ذهبت الى احد المستشفيات الاهلية وقام الطبيب "استشاري اطفال" بصرف دواء مغاير لما صرفه لي الصيدلي محذرا من استخدامه مرة اخرى لكونه لا يتناسب مع حالة طفلي الصغير. وتساءلت عن سر هذا التهاون الغريب في صرف مثل تلك الادوية (سألناها عن دورها هي ايضا في تهاونها بالذهاب للصيدلية وشراء هذا الدواء) فاجابت ما اعرفه ان الصيدلي طبيب هو ايضا وما دفعني للذهاب اليه اختصارا لذهابي الى الدكتور الامر الذي اوقعني في اكبر من ذلك. وفي جولة سريعة قامت بها (اليوم) على مجموعة من الصيدليات في المنطقة الشرقية التقينا خلالها مع بعض المتعاملين مع هذه الصيدليات وسألناهم عن ردود افعالهم في حال اصيبوا بأي عارض صحي لا قدر الله وكانت اجابات غالبيتهم متفاوتة وانهم يفضلون استشارة الصيدلي فيما يعرض لهم وحصولهم على العقار والدواء المناسب دون الرجوع الى الطبيب المختص ويرجع الى طول الانتظار في المستشفيات الحكومية التي تتسبب فيه (زحمة) المرضى واختصارا للتكاليف الباهظة التي تستنزفها المستشفيات والقطاعات الصحية الاهلية من جيوب المواطن والمقيم فيما يرفض البعض منهم اطلاقا الاعتماد على استشارة الصيدلي ولو في ابسط الامور. الطبيب اولا محمد احمد مجرشي يعمل في احد القطاعات العسكرية يقول انه لا يبادر اطلاقا الى الذهاب للصيدلي في حال لا قدر الله اصيب هو او احد افراد اسرته بأي عارض صحي بل انه يذهب الى احد المستشفيات لمقابلة طبيب مختص خاصة ان بعض الصيادلة كما يقول لا يهمه سوى بيع مخزونه بعيدا عن مراعاة صحة المريض بدقة متناهية. اما علي الصانع معلم تربية بدنية فلا يرى مانعا في ان يذهب الى الصيدلي للامور التي يقول عنها بسيطة كالصداع وخلافه اما الامور المعقدة فيفضل ان يلجأ فيها الى الطبيب المختص. ويؤكد علي الجعبري مقيم من الاردن الشقيق على اهمية الذهاب الى الطبيب ولو في ابسط الامور الصحية ويقول: ليس من حق الصيدلي ان يشخص المريض ولا يخالفه في الرأي حسان عبدالقادر من الجمهورية السورية الشقيقة. اما علي الخالدي فيشدد على اهمية عدم الذهاب الى الصيدلي تحاشيا من عدم اعطائه الدواء الذي يتناسب وحجم الحالة الصحية خوفا من الاجتهادات التي يقوم بها بعض الصيادلة. ولا يذهب بعيدا عنه فيصل الريعان الذي تحدث عن احد المواقف المؤلمة التي تعرض لها احد اقاربه ويقول: فوجئنا بعد اخذنا الدواء بعد فترة طويلة بمنعه من الاسواق لتسببه في عوامل سلبية على صحة المريض. ويتساءل عن دور الجهة الرقابية في وزارة الصحة على منع تداول مثل تلك الادوية في سوق الصيدليات رغم منعها. توصيات المؤتمر الصيدلي السعودي العالمي - الرياض أولا : الرعاية الصيدلانية 1- ضرورة تطبيق برامج الرعاية الصيدلانية في القطاع الصيدلي في الهياكل التنظيمية في مختلف الجهات الحكومية التي تقدم خدمات صحية. 2- التأكيد على قيام الصيدلي بدور أساسي في نشر المعلومات الدوائية وتثقيف المواطن بالتعاون مع مختلف أعضاء الفريق الصحي. 3- ضرورة قيام الصيدلي بدور أساسي في مراكز الأدوية والسموم والحاجة إلى إيجاد مركز وطني لمعلومات الادوية والسموم يعمل على مدار الساعة لخدمة المواطن والمقيم وللرد على استفساراتهم فيما يتعلق بالأدوية أو حالات التسمم. 4- تفعيل دور الصيدلي الإكلينيكي في مراكز الرعاية الأولية في المستشفيات والاستفادة من خبراته في متابعة الأمراض المزمنة التي تحتاج فقط للاستمرار على الأدوية . ثانيا: الممارسة المهنية 1- ضرورة التوسع في الأساليب الحديثة في ممارسة منهج الصيدلة في المستشفيات الحكومية والخاصة . 2- تشجيع الصيادلة على العمل في مراكز البحث والتطوير في مصانع الادوية. 3- استحداث وظائف مناسبة للصيادلة السعوديين وعدم تعيينهم على وظائف دون مستواهم العلمي والمهني كفني صيدلة. 4- تحديث الانظمة واللوائح التنفيذية التي تحكم مزاولة الصيدلة بما يحقق تقديم الرعاية الصيدلانية الجيدة للمواطن. 5- تشجيع التخصص في الممارسة المهنية للصيدلي من خلال إضافة درجتي صيدلي متخصص ,وصيدلي استشاري في الكادر الصحي. 6- الاستفادة من تقنيات الحاسب الآلي في مكننة العمل في أقسام الرعاية الصيدلية في المستشفيات . 7- وضع البرامج المختلفة التي تمكن الصيدلي من أداء دور أساسي في ترشيد ومراقبة استعمال الأدوية. 8- دعم الأبحاث العلمية في مجالات الصيدلة المختلفة وخاصة في مجال الاستخدام الأمثل للدواء. 9- أهمية تأطير وتحديث السياسة الدوائية للمملكة العربية السعودية, بمشاركةكافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصيدلاني. 10- التأكيد على أن يكون للمجلس العلمي لمهنة الصيدلة دور في إقرار لوائح وأنظمة مزاولة مهنة الصيدلة . 11- ضرورة قيام الصيدلي بدور أساسي في الهيكل التنظيمي والإدارى في هيئة مراقبة الغذاء والدواء السعودية. ثالثا: التعليم الصيدلي والتدريب 1- تفعيل الامر السامي الكريم الصادر برقم 7/ب/15252 وتاريخ الثامن عشر من شهر ذي القعدة لعام 1421ه بإنشاء كلية صيدلة إكلينيكية . 2- ضرورة ان يكون للمجلس العلمي لمهنة الصيدلة دور في إعداد وإقرار برامج كليات الصيدلة في المملكة . 3- الحاجة إلى تحديث مناهج كليات الصيدلة في المملكة العربية السعودية لتواكب التطورات العلمية الحديثة في الدول المتقدمة وحتى تخدم مخرجات التعليم الصيدلي متطلبات خطط التنمية الصحية في المملكة . 4- تشجيع الابتعاث في مجال الصيدلة لتوفير الكوادر المتخصصة في مجال الصيدلة الإكلينيكية . 5- استحداث المزيد من البرامج التدريبية والدورات المتخصصة للصيادلة الممارسين والفنيين. 6- التنسيق بين كليات الصيدلة والمستشفيات لخلق مناخ مناسب لتدريب طلاب كليات الصيدلة. 7- ضرورة تطبيق المنهج الجديد للصيدلة الإكلينيكية في كليات الصيدلة المنشأة حديثا في المملكة العربية السعودية.