- الرأي - بدرية عيسى - جازان : الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين عاصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وشاركوا في بناء الأمة الإسلامية. هناك صحابة مشهورون ذاع صيتهم وهناك آخرون لم يعرفوا بنفس الشهرة ولكن كانت لهم أدوار مهمة في نشر الإسلام وخدمة الدعوة. ومنهم : الصحابية أسماء بنت عميس صحابية جليلة، من السابقات إلى الإسلام، عُرفت بفضلها وعلمها وصبرها. جمعت بين الهجرة إلى الحبشة والمدينة، وكانت زوجةً لثلاثة من كبار الصحابة. أسماء بنت عميس بن معبد بن الحارث بن تُؤَيمة. من بني خثعم، وهي قبيلة مشهورة في جزيرة العرب. أسلمت أسماء رضي الله عنها في مكة مبكرًا. هاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب في الهجرة الأولى، وبقيت هناك نحو ١٥ عامًا. عادت إلى المدينة بعد فتح خيبر. تزوجت أسماء بنت عميس ثلاثة من أعظم رجال الإسلام: ١. جعفر بن أبي طالب: ابن عم النبي ﷺ وأحد السابقين في الإسلام. أنجبت منه عبد الله ومحمد وعون. استُشهد في غزوة مؤتة. ٢. أبو بكر الصديق: تزوجها بعد استشهاد جعفر. أنجبت منه محمد بن أبي بكر، الذي كان من علماء التابعين. بقيت معه حتى وفاته رضي الله عنه. ٣. علي بن أبي طالب: تزوجها بعد وفاة أبي بكر. ظلت زوجةً له حتى استشهاده. عُرفت بالعلم والحكمة: روت عن النبي ﷺ العديد من الأحاديث. كانت من الصحابيات الفصيحات العاقلات. صبرت على استشهاد زوجها جعفر ثم فقد أبي بكر، ولم تهتز. لها مواقف مشهورة : ١. في الهجرة إلى الحبشة: كانت من أول من هاجر في سبيل الله، وعاشت في الغربة مع زوجها. حضرت النجاشي حين أسلم سرًا وأكرم المهاجرين. ٢. يوم وفاة أبي بكر: غسّلت أبا بكر الصديق عند وفاته بإذن من عائشة رضي الله عنهما. ٣. موقفها مع عمر بن الخطاب: قال لها عمر: "سبقناكم بالهجرة يا أسماء"، فأجابته: "كلا والله، كنتم مع رسول الله يُطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في أرض البُعداء، في أرض البغضاء." فذهب إلى النبي ﷺ يشكو قولها، فقال النبي: "ليس بأحق بي منكم يا عمر وأصحابي بأصحابي." لا يُعرف تاريخ وفاتها بدقة، لكنها عاشت بعد استشهاد علي بن أبي طالب. تُوفيت رضي الله عنها بعد حياة مليئة بالبذل والجهاد، ودفنت في المدينةالمنورة.