1 أم المؤمنين خديجة بنت خويلد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: هي أول نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلّم تزوجها قبل النبوة وعمره خمس وعشرون سنة وهي أم أولاده ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية. لم يتزوج عليها حتى ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين وهي أول مَن آمن مِن النساء بالله وبرسوله، وراحت تدعو إلى الإسلام بجانب زوجها عليه الصلاة والسلام بالقول والعمل ضاربة أروع النماذج وأصدقها في الدعوة إلى الجهاد في سبيله، فكانت بحق الزوجة الحكيمة التي تقدر الأمور حق قدرها، وتبذل من العطاء ما فيه إرضاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك استحقت أن يبلغها جبريل من ربها السلام، ويبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب رواه البخاري. كانت وفاتها رضي الله عنها، قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، ودفنها النبي صلى الله عليه وسلم بمقبرة الحجون في مكةالمكرمة. 2 أم المؤمنين عائشة بنت الصِدَّيق رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة بسنتين أو ثلاث بمكة، وهي بنت تسع سنين، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة، وكانت وفاتها في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما سنة 57 من الهجرة/677م، وقيل بل توفيت في 17 رمضان سنة 58ه/ 678م. ولم يتزوج بكراً غيرها وكانت أَحَبُّ نسائه إليه، ودفنت في البقيع. ولعائشة بنت خليفة رسول الله أبي بكر الصديق الصدّيق الكثير من الفضائل التي لا تخفى على أحد من المؤمنين. 3 أم المؤمنين سودة بنت زُمعة رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أرملة، وذلك بعد زواجه عائشة بنت أبي بكر الصديق، وتوفيت سودة في آخر زمان الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 4 أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد سودة وكانت من المهاجرات ولدت قبل البعثة بخمسة سنين، وعُرفت بالصّوّامة القوّامة، وماتت يوم بايع الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بالخلافة سنة 41 ه/ 661م. 5 أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة رضي الله عنهما هاجرت مع زوجها الأول إلى أرض الحبشة، ولكن زوجها افتتن وتنصَّر ومات نصرانياً، ولكن الله ثبَّتها على الإسلام. وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة/ 628م، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بحضانة ابنه إبراهيم لها. توفيت سنة أربعة وأربعين هجرية/ 664م، في زمن خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. 6 أم المؤمنين أم سَلَمَة رضي الله عنها هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزوميَّة، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة/ 624م بعد موقعة بدر. كانت رشيدة الرَّأي فهي التي أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أن يخرج إلى هَديِهِ لينحره ثم يدعو الحلاّق ليحلُق رأسه فما كان من المسلمين لمَّا رأوه إلاّ أن فعلوا مثلما فعل، بعد أن كان أمَرهم بحلق رؤوسهم ونحر هديِهِم والتَّحلُّلِ من إحرامهم، غير أنهم لم يمتثلوا لأمره في بادىء الأمر لأنهم شعروا بضيق شديد من المعاهدة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش والتي عُرفت بصلح الحُدَيبية فهم كانوا يُمَنّون أنفسهم بدخول مكة للعمرة بينما نصَّت المعاهدة فيما نصّت ألا يعتمروا في ذاك العام وأن يرجعوا في العام المقبل ليدخلوا مكة بعد أن تخرج قريش منها ويمكثوا فيها ثلاثة أيام فقط ليس معهم من السلاح إلا السيوف في قرابتها، وتوفيت أم سلمة سنة60 ه/ 680م في أول خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. 7 أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها بدأ المرض برسول الله في بيتها، وقد قيل إنها من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم و كانت وفاتها سنة 51 ه/ 671م. 8 أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها وهي من بني المصطلق، وكان اسمها برَّة، فسمّاها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية، كانت أبرك امرأة على قومها لأنها عندما تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم تسامع الناس بذلك، فأطلق المسلمون ما في أيديهم من السَّبي، وأعتقوهم قائلين: هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعتق بسببها مائة من بني المصطلق مما دفع العديد منهم للدخول في الإسلام، وكانت وفاتها رضي الله عنها سنة 56 ه/ 675م. 9 أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت ممن أسلم قديماً وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، خطبها النبي لزيد بن حارثة فلم ترض به فنزلت الآية من سورة الأحزاب:}وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ{ ]الأحزاب: 36[، فرضيت عندها وتزوجت منه. ولكن زيداً طلقها، ثم تزوجها النبي، وكان ذلك لحكمة وهي إزالة آثار التبني، وتوفيت سنة عشرين للهجرة/ 641م في خلافة عمر بن الخطاب. 10 أم المؤمنين صفية بنت حُيَيّ بن أخطب رضي الله عنها هي من سبي بني يهود النَّضير، وقد اصطفاها عليه الصلاة والسلام، وأعتقها، ثم تزوجها وكانت عاقلة حليمة فاضلة توفيت في رمضان سنة خمسين هجرية/ 670م، في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. 11 أولاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الكرام كلَّ أولاد رسول الله من خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها إلاَّ ولده إبراهيم فهو من مارية القبطية رضي الله عنها، وعدد أبنائه عليه الصلاة والسلام ثلاثة هم: القاسم، وعبد الله، وإبراهيم، رضي الله تعالى عنهم. والقاسم: هو أول ولد له عليه الصلاة والسلام قبل النبوة، وكانت ولادته في مكةالمكرمة، وبه يُكَنَّى رسولُ الله، وقد عاش القاسمُ حتى مشى. وثاني أولاده عليه الصلاة والسلام هو عبد الله، وقيل إنه مات صغيراً بمكةالمكرمة، واختُلِفَ هل مات قبل النبوة أو بعدها. وثالث أولاده عليه الصلاة والسلام هو إبراهيم ابن ماريا القبطية، وقد وُلِدَ في المدينةالمنورة في ذي الحِجة سنة ثمانٍ من الهجرة وتُوُفيَ صغيراً. 12 بنات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الكرام كلَّ بنات رسول الله من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها، وعددهن أربع: زينب ورُقِيَّة وأم كلثوم وفاطمة رضي الله تعالى عنهن. أما زينب فهي أكبر بناته، وقد وُلِدت سنة ثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام، وأدركت الإسلام. وابنته الثانية رُقيّة، وقد وُلدت سنة ثلاث وثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام، وتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتوفيت والنبي صلى الله عليه وسلم في بدر، فزوجه أختها أم كلثوم، وهي الرابعة حسب تسلسل السِّنِّ، وقد سُمِّيَ عثمان ذا النورين، لأنه تزوج اثنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وثالثة بنات رسول الله هي فاطمة الزهراء، وقد وُلِدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوجها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وذلك في السنة الثانية للهجرة ولها من العمر خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وتوفيت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بستة أشهر، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها. ورابعة بنات رسول الله هي أم كلثوم، وهي أصغر من فاطمة، وليس لها اسم غير هذه الكنية، فاسمها كُنيَتُها. وقد وُلِدَت بعد البعثة، وتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة ثلاث من الهجرة، وذلك بعد موت أختها رُقِية، وتُوفِيَت أم كلثوم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام لعثمان: "لو كان عندنا ثالثة لَزَوجناكها". 13 البعثة والهجرة بُعِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في الأربعين من عمره، وكانت البعثة في مكةالمكرمة التي بقي فيها ثلاث عشرة سنة بعد البعثة، ثم هاجر إلى المدينةالمنورة فمكث فيها عشر سنوات تقريباً. وكانت وفاته في الثالثة والستين من عمره، وقد توفاه الله تعالى، وانتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن أدّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصح الأمة، وكان ذلك في يوم الاثنين سنة 11 هجرية، وكانت وفاته في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقُبض وهو في حجرها، وقُبِرَ في قَبْرِه الشريف في مكان وفاته بالمدينةالمنورة تحت القبة الخضراء، وكان آخر كلامه: اللهم الرفيق الأعلى.