الأم كلمة صغيرة حروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني الحبّ والعطاء والحنان والتضحية، فهي الصّدر الحنون الذي تضع عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك. وهي الكتف والسند بعد الله في الدّنيا، وهي التي أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه. الأم تعطي دون مقابل من دمها وخلايا جسدها لترى النور وتنمو وتكبر وتعطيك من راحتها ووقتها وصحتها لترعاك وهي مدرسة شخصيّة ذات قيم ومبادئ وعلو وهمم مهما كبرنا ومهما تقدّم بنا العمر تبقى حاجتنا لها بلا حدود فنلجا لها كالنهر الجاري بالعطاء والتضحية لنا مهما سطرنا من المعاني والكلمات تبقى الأم كنز ثمين يلمع نوره ويضئ طرقات الحياة. فهل يوجد أعظم من أن الجنة تحت أقدامها ..أمي أي كلام أهديك يا جنتي ويا نوري وغاليتي، لقد كانت أمي امرأةً مدهشة، كانت تضمّ كلّ ما في الأرض من طِيبة، أجل، كلّ ما في الأرض من طيبة، كل ما أنا وكلّ ما أريد أن أكونه مدينٌ به لأمّي. وهنا أعيد بالذّكر قصيدة (إلى أمي) للشّاعر محمود درويش: أحنُ إلى خبز أمي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ وأعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي خذيني. أتنفس اسمك يا أمي بكل لحظة وإن كان للعمر معنى فأنتِ معناه لا شيء قبلك ولن يكون شيء إلا بك ومعك حفظك الله ورحم الله أمهات المسلمين. كل يوم وكل شهر وكل سنه هو عيد ويوم للأم فلهن كل المحبة والتقدير والاحترام والاجلال بكل الاوقات.