في رحلة الفكر و الاستكشاف تصدمك و تؤلمك بعض الحقائق أو الأمور من نواحي شتى فمن ناحية الفكرية هناك أفكار كنت مقتنع بها و صاحبك زمناً و تكتشف خطأها بل أحياناً خطورتها أو قد تكون مرحلية تبدأ و تنتهي في حدود زمنها و تأسف على الوقت الذي اشتريت و تبنيت و مددت هذه القناعة و أيضا من القصص و المرويات ما كنا نصدقها و تكون محملة بقيم وتعابير و ذات حبكة درامية و أحيانا كوميدية و نكتشف أنها أساطير و خرافات و أنها لتسلية المجالس و التندر.
و هناك أيضا المصطلحات و التعابير ما كنا نعتز بها و ونثقلها بالكثير من المعاني والأبعاد و نشكل لها منهج سلوكي و نحاجج بها ونكتشف أنها في غير معانيها أو غير ما أخذناه عليها من سياق.
قال الله تعالى :” إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ” و في العلاقات ما كان منها مع نفسك وكيف تزكيها و ترقيها و مع الآخرين بمختلف درجاتهم و قربهم منك وكيف كنت تديرها و بأي آلية. ينتج ذاك الألم ومن ما له من إنعكاس مضر في تسببه في التشكك في كثير من الأمور و الإرباك و من ثم تقييم الذات لديك . (غالبا يعتبر الشك صحي في المراجعة في حدود معينة) و هنا نقول أنه يجب عليك وبكل تجرد أن لا تسعد فقط بل تفرح جداً بهذا الألم ؟! وتوضيحا نستذكر هنا مقولة التوعية المرورية ” أن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل ” ألم قليل لا ضير يقابله فرح كبير بعلم ودروس وفائدة تعينك على التجاوز و تسهل أخذ القرار و التعاطي الصحيح في أمور الحياة اللاحقة و المتلاحقة. فأمضي بهذا السجال المفرح في رحلة الإستكشاف و الوعي و أبدل و ألغي ما يعوق رحلتك للأفق الأرحب والأسعد و الأمتع فذاك هو الوعي و الرقي وتلك هي الآلية.