بقلم | فرحان حسن الشمري “أن الآلات فقط هي التي تنتج نماذج متشابهه” هذا ما ذكره عبدالعزيز الصقر (إقتصادي وسياسي كويتي ) في مقاله علمتني الحياة حيث تتعدد مصادر المعرفة و الأراء بحسب فهم الأنسان لها و تأويله. و هناك من حصر المعرفة في خمسة مصادر رئيسة ، وهي الإلهام والكشف، العقل، الحس، الإجماع، والوحي. وهكذا تتكون للإنسان منهجيتة الخاصة به و إن تقاطعت مع القيم و المثل العليا مع المجتمع ولكن من الصعوبة بمكان أن تكون مطابقة لأي كان. الإنسان مخلوق مكرم ، ومكلف، هو في حقيقته عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، وغذاء العقل العلم والمعارف ، وغذاء القلب الحب ، وغذاء الجسم الطعام والشراب. إن إختيارك لمنهجيتك و على أين كانت أدواتها رسالة و رؤية وأهداف وتخطيط و إدارة علاقات مادية و معنوية تحكمها قيمك الأساسية و يظل و يبقى الإنسان في رحلته يستكشف ويستلهم و يستقي من مصادر المعرفة و هنا يقول الشاعر يحيى توفيق حسن: الفكركالحب أحلى ما نزاوله لولاه لم تحل آمال وأعمار ••• والناس في رحلة الأيام أوعية للخير و الشر و الإنسان يختار
المراجعة بصيغة أخرى “الشك” قال المصطفى عليه الصلاة و السلام” نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ” وفي كتابه “المنقذ من الضلال” تحدث أبوحامد الغزالي عن تجربته مع الشك عندما بدأ بالشك في الحواس لعدم قدرتها على كشف مظاهر الإنحراف ، ثم شك في العقل نفسه بعد المناظرات الفكرية العميقة مع التيارات الفكرية في عصره مما أورده شعور الاكتئاب والضيق من ذلك. يقول رينيه ديكارت :” إنه ينبغي علينا أن نطرح كل ما في داخل عقلنا من معارف، ونشك في جميع طرق العلم وأساليبه حتى نصل إلى العقل مجردا خالصا.” ومنذ ذاك إنبرى لمقولته المشهورة “أنا أفكر، إذن أنا موجود”. ومن باب آخر أنه من أوصاف السذاجة في علم النفس هو التبعية للآخرين فكراً وسلوكاً ومسايرتهم طواعية باطناً وظاهراً والانقياد لهم . فكون رأي و أصرح فكرة وراجعها و أستمتع بأثرك و ما تنتج من العلم و معارف وأسعد بتصحيح مسار للبعض وترك ” علم ينتفع به”.