بقلم | محمد خليفة الدوسري هناك شخصان بدءا حياتهما الوظيفية العملية مع بعضهما وفي نفس ا ليوم في إحدى جهات العمل , وكانا يحملان نفس المؤهلات العلمية والقدرات في أداء العمل والمهارات واللغة أيضا , نستطيع أن نقول بأنهما متساويان في كل المتطلبات الوظيفية لأداء العمل. وبعد 15 سنة من الخدمة المتواصلة لكليهما وجدنا أن أحدهم قد تقدم على الأخر بمرحلة ومستوى من التقدم الوظيفي , وأعني هنا درجته الوظيفية أعلى من الأخر , السؤال هنا لماذا هذا التباين والاختلاف بينهما رغم أنهما انطلقا مع بعضهما ومع إتفاقنا كما أسلفت في تعادلهما في المتطلبات الوظيفية؟ هل هناك عوامل تدخلت وخلقت هذا الفرق الوظيفي بين الأثنين؟ الكثير من الناس عندما يرون هذه الحالة الوظيفية يشيرو ن وبدون تردد وسوف أبدأ بالمتأخر وظيفيا بأنه هو من تسبب في هذا التأخير في تقدمه الوظيفي أو كما نقول بالعامية ( لوكان زين أو جيد كان وصل منصب أعلى وترقى في وظيفته) بينما سوف نقول عن الأخر بأنه ممتاز وشاطر في عمله والدليل تقدمه الوظيفي. هل الحكم على هذه الحالة أو الوضع الوظيفي صحيحا ودقيقا؟ أعتقد أن الحكم على هذه الحاله لم يكن موفقا وصائبا من وجهة نظري , لماذا؟ الأثنان بدءا مع بعضهما وبنفس الكفاءة والقدرة والمهارة ومكان العمل , ولكن الذي جعل أحدهما يتقدم على الأخر بيئة العمل والظروف مع عدم نكران التدخلات الخارجية من أجل أحدهما د ون الأخر وهذا واضح لأنهما متساويان كما قلنا. كم من كفاءة فقدناها وبدأت تنكمش وتضمحل وتقل حتى وصلت إلى عد م القد رة على العطاء بسبب عدم الأنصاف والتقدير, الكثير من الموظفين في القطاع الخاص والحكومي يشتكون من هذا الوضع السائد , والسؤال إ لى متى سوف نستمر ونخسر الكثير من الكفاءات والقدرات الوطنية من أبناء الوطن وبناته التي لو أتيحت لها الفرصة وأعطيت لها الثقة ووجدت الحوافز والتقدير اللفظي والكتابي والأهتمام وطبعا على رأسها الأنصاف لوجدت التميز في عطائها , وقس على ذلك في جميع التخصصات المطلوبة , أعتقد لو أتبعنا هذا الأسلوب سوف نصل في النهاية إلى الإستغناء عن الوافدين لأداء كثير من الأعمال وأيضا لوجدنا الكثير من أبناء وبنات الوطن متميزون بكفائتهم بل سوف نصل دون مبالغة إلى أن نصدر الكفاءات من أبناء وبنات الوطن بعد الإكتفاء وبعد بضع سنوات إلى خارج الوطن وأخيرا سوف نحقق جزء من الرؤية الوطنية 2030 بأذن الله . أبناء وبنات الوطن الكثير منهم وليسو جميعهم يريدون الإهتمام والتدريب والإنصاف في التقدم الوظيفي خصوصا الطموحين وأصحاب الهمم العليا والنظرة البعيدة وبعد ذلك لن نحتاج إلى بذل الجهود كي نصلح أخطاء الأخرين في حقهم.