عزيزي رئيس التحرير اطلعت على رد الاعلام التربوي بالمعارف والذي يتوجه الى الكاتب سليمان العيسى حول مقالته (المعلمات يشتكين يا دكتور خضر) والذي طالب من خلالها بضرورة النظر الى الجانب الانساني من نقل المعلمات والى جانب المدة التي تقضيها المعلمة في المنطقة النائية وهذه مطالبات منطقية اعتقد ان تحقيقها لن يسبب ضررا لاحد بل سيقلل من الغضب والشكوى والمعاناة لدى الكثيرات من المعلمات واذا كان رد المعارف على الكاتب العيسى ممنطقا ومؤكدا على بعض امور منها: اولا: ان الاحتياج الفعلي لشئون تعليم البنات يكون في المدارس التي تعاني نقصا شديدا في الكادر التعليمي وان التقديم يكون بمحض الارادة دون ضغط من ادارة تعليم البنات او المعارف وليس هناك اجبار على شغل الاماكن البعيدة. وهنا لنقف قليلا لنتساءل عما يسمى عقد الاذعان اي العقد الذي يفرض فيه الطرف الاقوى شروطه والتي يقبلها الطرف الآخر لحاجته وظروفه ونسأل: هل تعتقد المعارف ان قبول المعلمة للعمل في هذا المكان مجرد ترف واضاعة وقت ام حاجة الى العائد؟ وهل معنى ذلك ان نستغل هذه الحاجة بالضغط الدائم عليها اي بقائها في هذه الاماكن لفترات تتعدى الاربع والخمس سنوات؟ ثانيا: تقول المعارف في ردها ان المعلمات بعد مباشرتهن للعمل يتقدمن بطلب نقل الى اماكن سكنهن او اماكن قريبة منها ويدخلن في مفاضلة مع غيرهن وفق ضوابط ومعايير وضعت لحركة النقل وهي (مؤهل المعلمة وتخصصها وتاريخ المباشرة للعمل وتقويم الاداء الوظيفي والغياب بعذر او بدون عذر) ونقول كل هذه الشروط كفيلة بهدم اي امل او طموح لدى المعلمات وبعضها كفيل بان يجعل المعلمة قابعة في منفاها الى اجل غير مسمى مثل ضوابط المؤهل والتخصص.. وبعضها يجعل المعلمة رهينة لمزاجية المسؤولة او المديرة مثل تقويم الاداء الوظيفي والغياب بعذر او بدون عذر.ويتوقف ذلك على مدى القبول النفسي للمعلمة من قبل المديرة اي ان مجمل عناصر المفاضلة للنقل خاضعة اما للحظ واما للاهواء البشرية ويبقى الجانب الانساني والظروف الخاصة ومدة البقاء في الغربة بمنأى عن المفاضلة.ازاء ذلك هل لنا ان نقول وفق رد المعارف ان المشكلة ستظل قائمة الى قيام الساعة واننا بقدراتنا وعقولنا وعدالتنا لا نستطيع ان نضع ازاءها شيئا خاصة اننا نعرف قدرات وظروف بناتنا ونسائنا عندما تستبد بهن الوحشة والغربة في مثل هذه الاماكن دون تدبر لمسكن مريح ووضع معيشي يسمح لهن باداء رسالتهن. واننا لا نطلب من المعارف شق طرق جيدة ولكن يمكن لها ان تطلب ذلك من وجهات الاختصاص.. ولا نطالب منها تدبير احتياجتهن المعيشية ولكنا نطلب توفير (باص) ينقلهم اسبوعيا الى اقرب مدينة لتدبير ذلك.. كما نطلب ان يجهز لهن بجانب او بالقرب من المدارس سكن لائق بهن اي استراحة تتوفر بها وسائل الراحة والترفيه مثل مكتبة صغيرة واجهزة تليفزيونية وهاتف الى غير ذلك هل هذا الامر يصعب على المعارف. ان هذه المعلمة هي ابنة من بنات هذا الوطن حماها الدين بان جنبها منذ الصغر مشقة العيش ووضعها امانة في عنق ولي الامر ليقوم باعاشتها وجعلها مكرمة ونتساءل هنا لماذا لا توجد تخصصات او كليات لتخريج المعلمات في المحافظات التي توجد بها مدارس تحتاج الى معلمات.. فالاهون هنا ان تأتي المعلمة من نفس المحافظة بدلا من ان تأتي من محافظات بعيدة.اننا نعرف مدى الثقل والحرج الواقع على ادارة تعليم البنات ورئيسها د. خضر القرشي في مسائل نقل المعلمات ولكننا ايضا نعرف ان بحكمته وقدراته وعدالته يمكن له ان شاء الله ان يرضي على الاقل الغالبية وان يأخذ بعين الاعتبارالجوانب الانسانية وما اكثرها. وفق الله الجميع لخير هذا الوطن. @@ حنظلة العبسي