بقلم | بتول الغامدي المواقف هي دروس الحياة التي تبقى خالدة في ذاكرة الإنسان فربما تنسى صفحةً قرأتها في كتاب أو موقع ، في حين أن لبعض المواقف قصاصات باقية في أرشيف الماضي تحتضنها عقولنا . لذلك التعليم بالقدوة هو أبلغ الدروس وأسهلها وآكدها . فالعيد مثلاً هو برأيي ضيافة الرحمن وهديته للصائمين بعد عبادتهم وطاعتهم وإذعانهم لأمر ربهم . ومن الجميل ربط أبنائنا بمواقف نخبرهم من خلالها أن العبادة سعادة ، ونحتفل بضحكاتهم وعناقهم صبيحة العيد بأسلوب تقول فيه أفعالنا : ولأنكم رضيتم بالصيام أوصانا ربنا أن نرضيكم بالإفطار، فعلى سبيل المثال : قم في هذه الأيام بشراء هدايا تعرف أنها تسعد أطفالك ، مثلاً ألعاب قطنية أو إلكترونية مع مبالغ نقدية على قدر سعتك ؛ غلّف لهم هذه الهدايا بشكل لطيف ؛ وفي ليلة العيد اتركها خفية عند وسائدهم ، لأجل أن يفتحوا أعينهم في فجر العيد على مفاجئات تجعلهم يقفزون سروراً ويعانقونك بعبارات : كل عام وأنت بخير يا بابا ويا ماما !! اجعلها عادتك كل عام التي ينتظرونها بشوق مهما كبر أبناؤك . أنت هكذا قلت لهم بلا ضجيج : إنني سعيدٌ بصيامكم ولهذا كافئتكم ، كما إنك ستضع بصمة حب لا تمحى من ذاكرتهم وتورّثهم حسن التربية والتعليم وسيقصون هذا القصص على أبنائهم قريباً كيف كان آبائهم رائعون معهم صغاراً وسيكررون ذات الأسلوب مع أبنائهم بإذن الله . والدرس الأكثر أهمية الذي سيفهمونه أن لنا بعد مشقّة الصيام جائزتين الأولى نتسلمها في الدنيا من والدينا ، والجائزة الأخرى ننتظرها بشوقٍ من جزيل ثواب الرحمن حيث قال صلى الله عليه وسلم في حديثٍ قدسي : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به . أؤمن يقيناً أن قدوة صالحة هي بذرةٌ ناجحة تؤتي أكلها بإذن ربها ، ثماراً يانعة لذةً للزارعين .