يهل علينا شهر رمضان وكلنا شوق أن يتقبل الله صيامنا, وليس المقصد الرئيسي من هذه العبادة الخالصة لله هو الامتناع عن الطعام والشراب فترة زمنية من اليوم فقط, بل لها مقصد أسمى يهدف إلى تهذيب النفس وطاعة الله والعمل على الترابط الاجتماعي بالشعور بالمحتاجين, فشهر رمضان المبارك الذي ياتي شهراً في العام الواحد ينتظره المسلمون بشوق ليؤدوا واجبهم الشرعي في هذه العبادة تزكية لهم ، كما ان في الشهر الكريم خصائص ومزايا عظيمة اختصها الله به. قال الرسول علية الصلاة والسلام إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين . كما حث صلى الله عليه وسلم على عددا من القيم لتصبح الصورة واضحة أمام المسلم, كما نرى في الحديث الشريف عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل « كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به, والصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن شاتمه أحد أو قاتله أحد فليقل إنى صائم - مرتين - والذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك, وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره, وإذا لقى ربه فرح بصومه « رواة أحمد ومسلم والنسائى. لاشك أننا في حاجة ماسة لنتعلم من مدرسة شهر رمضان المبارك بان ندرك أن الله أراد أن يمتحن إيماننا به ، فالله هو المطلع على ما تكنه الضمائر والاولى أن لا نقضي يومنا الطويل في النوم وأن نكثر فيه من قراءة القرآن الكريم وتدبر اياته وأن نجدد التوبة مع الخالق سبحانه وتعالى وأن لا نعمر لياليه بالسهر والسمر الذي لا فائدة منه وأن نكثر فيه من الدعاء والإستغفار والتضرع إلى الله سبحانه وأن نحافظ على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله تعالى وأن تصوم وتمسك جميع الجوارح عما حرم الله عز وجل