يلتئم البرلمان العراقي اليوم الخميس لانتخاب رئيس له وسط بوادر بانفراج أزمة تشكيل الحكومة، حيث كشف قيادي عراقي للجزيرة نت عن أن زعيم قائمة العراقية إياد علاوي سيتولى رئاسة المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، في حين سيسند منصب رئيس الوزراء لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ويتولى رئاسة الجمهورية الزعيم الكردي جلال الطالباني. وقال القيادي في تحالف الوسط سليم الجبوري، إن هناك توجها لإسناد منصب نائب رئيس الجمهورية إلى القيادي البارز في العراقية صالح المطلك ووزارة الخارجية إلى القيادي في العراقية أيضا أسامة النجيفي، في حين يحتفظ القيادي الآخر في العراقية رافع العيساوي بمنصب نائب رئيس الوزراء. وأشار الجبوري إلى أن قادة الكتل اتفقوا على عقد جلسة البرلمان الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم. وجاءت تصريحات الجبوري في وقت واصل فيه قادة الكتل السياسية في العراق أمس جولة ثانية من المحادثات في بغداد لحل ما تبقى من الخلافات التي تعيق تشكيل الحكومة العراقية. في هذه الأثناء نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن برلمانيين عراقيين قولهم إن قادة الكتل العراقية اتفقوا في وقت متأخر مساء الأربعاء على تشكيل حكومة يتولى رئاستها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وقال النائب الكردي محمود عثمان للوكالة "أخيرا ولحسن الحظ تم الاتفاق، وانتهى الأمر، كل الكتل وافقت"، كما أكد للوكالة نفسها حصول الاتفاق قيادي في قائمة العراقية طلب عدم الكشف عن اسمه. وقد أشادت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما باتفاق الكتل العراقية على تشكيل حكومة، واعتبرته "خطوة كبيرة إلى الأمام". وقال أنتوني بلنكن مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي في بيان إن "الاتفاق الواضح على تشكيل حكومة تضم الجميع يعد خطوة كبيرة إلى الأمام للعراق". وأضاف "من الواضح أن قادة العراق تفاوضوا واتفقوا على إعادة توزيع واقتسام للسلطة تحقق التوازن ضد إساءة استغلال السلطة من قبل أي جهة بعينها". في هذه الأثناء نقلت وكالة رويترز عن نائب كبير من أعضاء القائمة العراقية قوله الأربعاء إن القائمة ستشارك في حكومة جديدة يقودها المالكي. وقال النائب الذي طلب عدم نشر اسمه "نعم بالطبع" عندما سئل عن كون العراقية وافقت على الانضمام إلى الحكومة عقب اجتماع لكبار الساسة من الفصائل المختلفة بهدف استكمال اتفاق بشأن الحكومة الجديدة. وأضاف النائب أن ائتلاف العراقية سيختار مرشحا من بين صفوفه لمنصب رئيس البرلمان في اجتماع اليوم الخميس. وكان قادة الكتل السياسية العراقية قد عقدوا اجتماعهم الأول الاثنين في قصر المؤتمرات بأربيل لبحث مبادرة البارزاني التي قدمها منتصف سبتمبر/أيلول الماضي للخروج من المأزق السياسي الذي يمر به العراق منذ إجراء الانتخابات البرلمانية قبل أكثر من ثمانية أشهر. وتنص المبادرة على "التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقسيم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء للوصول إلى حكومة تستطيع حل مشاكل البلد". اجتماع قادة الكتل جاء بعد ساعات من انتقادات حادة وجهها المالكي إلى من وصفهم بالشركاء، وقال إنه يتعين عليهم أن يدركوا أن الجميع في قارب واحد رغم الخلافات. وشدد على ضرورة تعاون الجميع لمواجهة التحديات التي تواجه البلد وعدم السماح لمن سماهم المتآمرين بالعودة وعرقلة كل ما تم إنجازه. وقال المالكي، في مؤتمر صحفي عقده صباح الأربعاء إثر اجتماع التحالف الوطني ببغداد في غياب المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، إن جلسة غد (اليوم الخميس) ستقوض ما سماه مؤامرة انطلقت منذ ما قبل الانتخابات وهي مستمرة حتى الآن، وإن الجلسة ستكون بداية تأسيس الدولة والحكومة في العراق. واتهم المالكي من وصفهم بالشركاء باستغلال جهد الدولة لضرب الدولة. كما اتهمهم بالازدواجية في المواقف، وقال إنهم يريدون المشاركة في الحكم والسلطة ولهم قدم فيما سماه "الإرهاب" والمعارضة. وكالات