أعاد البرلمان العراقي مساء اليوم انتخاب الرئيس جلال الطالباني رئيساً للجمهورية لفترة جديدة، في جلسة شهدت انسحاب نواب قائمة "العراقية"، رغم الاتفاق الذي توصل إليه قادة الكتل السياسية لتقاسم السلطة فيما بينهم. وجاء انتخاب الطالباني بعد قليل من انتخاب النائب أسامة النجيفي عن كتلة "العراقية"، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي رئيساً للبرلمان، ضمن الاتفاق الذي يمهد الطريق لإنهاء حالة "الفراغ السياسي"، التي استمرت نحو ثمانية أشهر، في أعقاب الانتخابات التشريعية مارس الماضي. ويتضمن اتفاق "تقاسم السلطة" تكليف رئيس الوزراء "المنتهية ولايته" نوري المالكي، زعيم ائتلاف "دولة القانون"، برئاسة الحكومة، إضافة إلى احتفاظ الزعيم الكردي جلال الطالباني بمنصب رئيس الجمهورية. وكان قادة الكتل العراقية قد اجتمعوا في أربيل، بإقليم كردستان، الاثنين؛ من أجل التوصل لتسوية أزمة تشكيل الحكومة العالقة منذ ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة التي أسفرت عن فوز كتلة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، المعروفة باسم "العراقية"، وتقدمها بفارق مقعد واحد على ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي. من جهة ثانية أعلن المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية حيدر الملا، خلال مؤتمر صحفي عقده قبل قليل في بغداد، انسحاب القائمة من عملية تشكيل الحكومة الجديدة في العراق بسبب عدم الإيفاء بالنقاط التي تم الاتفاق عليها. وقال الملا: إن "العراقية" لا تستطيع أن تمضي في حكومة بدأت بانقلاب على الاتفاق السياسي. وكانت مصادر عراقية قريبة من اجتماعات الكتل السياسية في العراق قد ذكرت أن الساسة اتفقوا على تولي طارق الهاشمي منصب وزير الخارجية وصالح المطلك منصب نائب رئيس الجمهورية ورافع العيساوي منصب نائب رئيس الوزراء وإياد علاوي منصب رئيس المجلس الوطني لرسم السياسات الاستراتيجية. كما أكدت المصادر أن الكتل السياسية اتفقت على إلغاء تسمية رئيس الوزراء، واستبدالها بتسمية رئيس مجلس الوزراء.