تفتقد المنطقة الشرقية إلى عيادة تخصصية لمرضى (الصلب المشقوق)، لتقديم خدمة طبية واستشارية، حيث ارتفعت مؤشرات مطالب المواطنون بالمنطقة الذين يعاني أطفالهم إصابة بالتشوه الخلقي في آخر فقرات الظهر والمؤدي إلى خلل وضعف في الأعصاب أو ما يسمى بالفتق السحائي، مشيرين إلى أنهم في حال وجود العيادة سيحصل المرضى على العلاج والمشورة الطبية، إذ أصبح من الضروري بالنسبة لهم افتتاح تلك العيادة نظير وجود أعداد من المواليد المصابين بهذا المرض. ووفقاً لما هو معمول به في بعض مناطق المملكة، فإن طبيعة عمل العيادة عبارة عن تجمع لتخصصات (طب الأطفال، المسالك البولية، المخ والأعصاب، العظام) نظير ما يتعلق بالمرض من متطلبات علاجية لهذه التخصصات. وضمن دراسات حول (الصلب المشقوق) حين شهدت المملكة ولادة 500 طفل سنوياً مصابين به، إلى جانب أكثر من 300 ألف مولود جديد في العالم كل عام، يشخص بتشوهات في الدماغ والحبل الشوكي، وتبلغ نسبة الإصابة بحالة الصلب المشقوق واحدا من بين كل 1000 ولادة. ويعّرف استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد بالهفوف الدكتور إبراهيم بن حسين الأحمد، المرض بأنه شق العمود الفقري، على أنه "تعبير طبي لعيب خلقي يحدث نتيجة عدم انغلاق قوس فقرة أو فقرات من العمود الفقري، ما يؤدي إلى عيوب في الفقرات ويجعل الحبل الشوكي غير مغطي بالعظم، وانكشاف الحبل الشوكي" ما يجعله معرضاً للتلف قبل الولادة أو بعدها، مبينا أن هذا التلف يؤثر على الأعصاب المتصلة به خصوصاً في المنطقة المكشوفة منه، ويجعل توصيلها للإشارات العصبية منعدماً، مضيفاً أن هناك أنواعا متعددة للصلب المشقوق، بينها الصلب المشقوق المستتر Spina bifida occult، والتورم السحائي Meningocele، والتورم النخاعي السحائي Myelomeningocele، وتكون الإصابة في أي منطقة من العمود الفقري، مشيراً إلى أنه في أغلب الحالات لا يستطيع الطبيب الجزم بمقدار الإصابة. وعن السبب، قال: إنه غير معروف ، لكن من المحتمل أن التشوهات ناتجة عن التعرض للأشعة، والأدوية خصوصا مضادات التشنج، إلى جانب نقص حمض الفوليك، إضافة إلى عامل الوراثة، موضحا أن الجهاز العصبي لا يمكن تعويضه وإرجاعه للعمل الطبيعي، حيث انه يتم إجراء عملية جراحية في حالات التورم السحائي والتورم السحائي النخاعي لإصلاح الفتق لمنع حدوث التهابات السائل النخاعي (الحمى الشوكية) وبعد ذلك تتم متابعة المريض لمنع العديد من المضاعفات، مثل الفشل الكلوي في حالات المثانة العصبية، وعلاج الاستسقاء الدماغي بالقسطرة، وتدريب الأمعاء، والعلاج الطبيعي، وغيرها.وأبان الأحمد أن العلاج يبدأ من اليوم الأول في الحياة، ويستمر من خلال عمل منظم، بيد أنه لا توجد حاليا عيادة للصلب المشقوق، لكن يتم إعطاء المريض مواعيد للعيادات ذات الصلة، يأتي ذلك في الوقت الذي يجري العمل حاليا على إيجاد عيادة على غرار المتوافر في المستشفيات التخصصية، مضيفا أن ما ينقص الأحساء هو التوعية بالمرض وتثقيف الأزواج بطرق الوقاية والعلاج وأهمية تناول حمض الفوليك قبل التخطيط للإنجاب، وهناك جهود للتوعية بالمرض، يواجه خلالها الأطباء صعوبات مع أهالي المرضى إلى أن تصل حالة المريض إلى مضاعفات خطيرة.