يبدو الصلب المشقوق، أو شق العمود الفقري، إعاقة أكثر منه مرضا مزمنا، ما يجعل تشخيصه وعلاجه يتطلب تدخلات سلوكية دقيقة تحيط المصابين به بحسب تعليمات الطبيب الذي يتابع الحالات، وهو تعبير طبي لعيب خلقي يحدث نتيجة عدم انغلاق قوس فقرة أو فقرات من العمود الفقري، ما يؤدي إلى عيوب في الفقرات ويجعل الحبل الشوكي غير مغطى بالعظم، وانكشاف الحبل الشوكي يجعله معرضا للتلف قبل الولادة أو بعدها، وذلك التلف في الحبل الشوكي يؤثر في الأعصاب المتصلة به، وخصوصا في المنطقة المكشوفة منه، ويجعل توصيلها للإشارات العصبية منعدما، ويكون الاتصال بين هذه الأعضاء والدماغ غير متواصل، ومن ثم يؤثر في الأعضاء التي تغذيها. ويشير استشاري جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش والأشعة الآنية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور يحيى مؤذن إلى أن الشق الصليبي، أو الفتق الإربي عيب خلقي في العمود الفقري، غالبا في منطقة الظهر قد يغطى بالجلد أو يكون الحبل الشوكي مكشوفا، ما يؤدي دائما إلى إعاقة في الحركة والإحساس للطرف السفلي وعدم القدرة على التحكم في الإخراج للبول و البراز. التشخيص والتاريخ المرضي وقد ورد الصلب المشقوق في المدونات الطبية منذ عام 1632، حين نشر البروفيسور نيكولاي تولب بحثا عنه، توالت في إثره الأبحاث وتطورت طرق العناية والعلاج. وتتعدد أسباب الإصابة بالصلب المشقوق، إلا أن العامل الوراثي بحسب الدكتور مؤذن يصل من 5 إلى 10 %، وخصوصا عندما تصاب حالة من العائلة نفسها، ومن الأسباب أيضا نقص حمض الفوليك، حيث أثبتت الدراسات أن استخدام حمض الفوليك يقلل من الإصابة، كما أن المرأة لا تكتشف حملها إلا بعد حدوث الإصابة «عقب الشهر الأول»، فأخذ حمض الفوليك لا يمكنه علاج ما حدث، لذلك ينصح باستخدام هذا الحمض لجميع النساء في مرحلة الخصوبة وقبل الحمل بعدة أشهر، وينصح من لديها طفل مصاب باستخدام جرعة عالية من الحمض بمقدار أربعة ملليجرامات يوميا قبل الحمل بشهرين، بالإضافة إلى الأغذية الغنية بحمض الفوليك. وبالنسبة إلى التشخيص، يوضح الدكتور مؤذن أنه يتم بالفحص بالأشعة الصوتية أثناء الحمل لمدة للفترة من خمسة إلى سبعة أشهر، إضافة إلى الفحص بالأشعة السينية والمقطعية والرنين المغناطيسي بعد الحمل، إلى جانب استخدام الأشعة المقطعية للمخ للكشف عن استسقاء سائل الدماغ. ويختلف حجم الإصابة، التي يتم تقسيمها لثلاثة أنواع، وهي: الصلب المشقوق المستتر، والتورم السحائي والتورم النخاعي السحائي، ويكون موقع الإصابة في أي منطقة من العمود الفقري، سواء الصدرية، أو القطنية أو العجزية، وغالبا هذه المنطقة. الأعراض والعلاج فيما تختلف الأعراض من مصاب لآخر، حسب النوع ودرجة الإصابة، ولا يمكن تقدير حجم الإصابة من نوع الحالة، ولكن من خلال الأعراض، كما أن تلك الأعراض قد تختلف، وتزداد مع مرور الزمن، وفي أغلب الحالات لا يستطيع الطبيب الجزم بمقدار الإصابة، فيعطي أسوأ الاحتمالات، لكي يكون لدى الوالدين أسوأ الافتراضات، مع العلم أن التأثيرات في الأعصاب متباينة، فقد تكون الحالة خفيفة بشلل جزء من الأطراف مع سلس البول، أو لدرجة كبيرة، حيث يكون هناك شلل وعيوب خلقية في الأطراف مع مشكلات في الجهاز البولي والهضمي، وقد تكون مصحوبة بالتخلف الفكري. وفيما يتعلق بالعلاج، يؤكد استشاري جراحة المخ والأعصاب أن ذلك يتم من خلال الحماية من حدوث المرض بالفحص قبل الزواج، وعدم زواج الأقارب المصابين بالمرض نفسه، وإجراء العمليات اللازمة للفتق الصلبي واستسقاء سائل الدماغ، إضافة إلى التأهيل الطبي للإعاقة، لافتا إلى أن هناك تحسنا جيدا مع التطور .