ضَبْعُ: تبدو تعيساً يا بني. ضَبْوع: الجميع يَلهون ويستمتعُون في روعةِ النهارِ، ونحن لا نخرج إلا ليلاً. ضَبْعُ: هذا هو إرثنا. ضَبْوع: ومن قرر لنا ذلك؟ ضَبْعُ: لقد وجدنا أجدادنا عليه. ضَبْوع: فلماذا رقبتي متصلبة؟ ضَبْعُ: جدنا الأكبر دُقت عُنقه، فصرنا نحرصُ على تثبيت رِقابِنا. ضَبْوع: وكيف كُسرت عنقه؟ ضَبْعُ: لقد حاول تقليد النِسر، فهوى بين جروف الوادي. ضَبْوع: ولكن الحياة محاولات واكتشاف. ضَبْعُ: تعاهد أجدادنا من حينها على عدمِ الابتكارِ. ضَبْوع: ولماذا نسكن في الكهوفِ العفنةٍ المظلمةِ؟ ضَبْعُ: كي لا يَصلنا الأعداء. ضَبْوع: ولكني أعشق الضياء. ضَبْعُ: تُذكرني بجدنا ضَبْعُب، الذي خَرَجَ ولم يَعُد. ضَبْوع: رُبما وَجَدَ لهُ حياة أفضل. ضَبْعُ: يحكون عن أنهم وجدوا أشلاءه وقد نخرها النمل. ضَبْوع: الموتُ يحصُل. ضَبْعُ: ولكنها ميتةٍ بشعة. ضَبْوع: الموت كلَهُ بشع. ضَبْعُ: ليس كبشاعةِ الجيفةِ. ضَبْوع: كيف تكون بشعة ونحن نأكلها. ضَبْعُ: الجيفة بعد الأقوياء بركة. ضَبْوع: ولكنا نمتلك الناب، والمخالب. ضَبْعُ: لا تغتر صغيري، ففي الخارج ما هو أكبر وأكثر قسوة. ضَبْوع: ولكنا لا نستخدمها. ضَبْعُ: نحن نحتفظ بها ليومِ الشدةٍ. ضَبْوع: ومتى يكون؟ ضَبْعُ: يقال لنا إنه يحدث في ليلة قمرية أرجوانية. ضَبْوع: ومن، الذي قال لنا؟ ضَبْعُ: لا تحاول عقلنة الموروث. ضَبْوع: يسموننا بالضَّاحِكَةُ، ونحن في عويلٍ دائم! ضَبْعُ: بالخوفِ تبلغ السلامة. ضَبْوع: والضياء متعة أتمنى امتلاكها. ضَبْعُ: كلنا في شبابنا حلمنا بالتمرد، ولكنا قنعنا بأنه مَهلكة. ضَبْوع: وكيف قنعتم؟ ضَبْعُ: لقد حكت لنا البومة الحكيمة. ضَبْوع: ومن قَضَى بأنها حكيِمة؟ ضَبْعُ: هي من شجعت أجدادنا على السهرِ. ضَبْوع: ولماذا؟ ضَبْعُ: حتى لا يأتي القمر الأرجواني ونحن رقود. ضَبْوع: بعضنا يحسنون الصيد. ضَبْعُ: هؤلاء صنف متمرد خارج عن فئتنا. ضَبْوع: ولكنهم يمتلكون استقلالية وقدرة لا نمتلكها. ضَبْعُ: لقد ضاعوا فلا ضباعاً ظلوا، ولا سباعاً صاروا. ضَبْوع: ولكنهم أكثر ثقة بأنفسِهم ومحبة لمن حولهم. ضَبْعُ: هذا حال المهجنين، ممن لا يُعرَفُ أصلهم. ضَبْوع: سمعت اليمامة تمتدحهم بلحنٍ شذي. ضَبْعُ: ألحانها جعلتها فريسة للنسور. ضَبْوع: وقد رأيت الغزال يباري الريح، ويتنعم بالأعشابِ. ضَبْعُ: من ثنى عنقه للعشب أصبح فريسة. ضَبْوع: وماذا عن الذئبِ. ضَبْعُ: النحس متعلق بشعراتِ ذيله. ضَبْوع: والفهد؟ ضَبْعُ: كثرة سرعته تفقده ثباته. ضَبْوع: والثعلب؟ ضَبْعُ: يُحشر أنفه فيما لا يعنيه. ضَبْوع: حيرتني يا أبي، فمن يعجبك؟ ضَبْعُ: الضباع المؤصلة. ضَبْوع: فزعيم مجموعتنا؟ ضَبْعُ: جائر لا يراعي حرمة. ضَبْوع: فماذا عن جارنا مُرَقَّط؟ ضَبْعُ: مغرور بلون قذلته. ضَبْوع: فعَمي ضَبْعُان؟ ضَبْعُ: لو ترك اللقافة والقهقهة. ضَبْوع: فماذا عن أخوالي؟ ضَبْعُ: بهم مسحة أنثوية. ضَبْوع: فماذا عني؟ ضَبْعُ: تشبه أخوالك. ضَبْوع: فمن تبقى؟ ضَبْعُ: من له مثل طبعي، ورزانتي، ومعتقدي، وكان مؤصل الأب والخال.. مثلي!