( معاناة خريجات الجامعة بطريب ) شكوى مقدمه ضد مندوبية الإشراف بالعرين المسئول عن ترشيحهن ) طوال أربع سنوات نكافح نصحا قبل الفجر بساعة ونركب مع السائق ويلف على بيوت القرية المتباعدة يجمع ما يقارب 30 طالبة جامعية نصلي الفجر في احد مساجد القرية ثم نركب مرة أخرى لنكمل المشوار نقف أمام كل منزل خمس دقائق أحياناً يفاجئنا السائق بمروره بسرعة من أمام منزل إحدانا لأنه لم تدفع أجرته ليلقنها درس حتى لو كانت يتيمة أو فقيرة لا حول لها ولا قوة تنتظر مكافآت الشهر التي تبلغ 800 ريال تصرف 500 ريال لسائق والمتبقي تصرف به لتصوير محاضراتها ولي وجبتها الوحيدة بدل الفطور والغداء المهم إننا ننهي جولتنا على المنازل الساعة 6 صباحاً ثم نتجه للكلية التي تبعد 100كيلو نتجه في خوف خاصة إن الطريق معظمة صحراوي خالي من السكان وطالما سمعنا وشاهدنا من الحوادث وقطاع الطرق نصل بعد تعب شديد الساعه7:45 لنبدأ بيوم دراسي جديد ورغم تعب الطريق وطوله نفاجئ أحياناً بغياب الدكتورة المحاضرة فنحزن لأننا أضعنا يومنا بتعب نحن مجتهدات فنحن أول من يدخل للقاعات الدراسة ونحن من نتابع الدرس ونحن من نعطي للأخريات ملخصات للدروس. بعد ذلك في تمام الساعة 1:30 نجتمع للنطلق عائدين في حرارة الشمس التي قد توسطت السماء ونحن في فصل الصيف هناك شي مهم لا ينسى لابد أن تقف 2 من الطالبات أمام الباب لأن المقاعد قد امتلأت رغم إن حافلتنا من نوع باص وهذا الوقوف ينال أكثر الآحيان المتأخرات خاصة من لديها ست محاضرات لذلك دائم كانت من لديها ست محاضرات في حالة قلق لأنها ستظل واقفة طوال الطريق أو أنها ستنسى بالجامعة فقد حدث ذلك مراراً فمن اشتد حر الصيف كنا نستعجل السائق فننسى إحدانا لنفاجئ بجوال السائق يرن لينحرف عن طريقه وقد خاصمنا نعود ونجدد تسلسل إشارات المرور التي تثير أعصابنا عندما نتوقف تحت حرارة الشمس أشياء كثيرة كنا نعاني منها لكن الصمت لابد منه حتى نكمل دراستنا ونبلغ حلمنا بالوظيفة التي طال اليوم انتظارها . والآن فيروس الواسطة انتشر وبائه ولم يكتشف بعد علاجه أو طرق الوقاية منه لكن الله هو الواحد الأحد الذي نختصم إليه فهو الوحيد الذي يعلم كم كنا نعاني في فصل الصيف وما نعانيه في فصل الشتاء وما نعانيه في شهر رمضان عندما نداوم وجميع البشر في نوم لا يستيقظون إلا في التاسعة والنصف ونحن من الساعة السادسة ونحن نلف بيوت القرية وليس هذه المعانة المعانة في الرجوع نعود ولا نصل منازلنا إلا قبل أذان المغرب بنصف ساعة نفطر ولا نعلم ما مذاقه لأن الجوع والعطش قد أهلكنا ؛ كنا ندرس في رمضان ولى نعطى إجازة إلا في 25 وكانت من تتغيب عن الدراسة في رمضان يضاعف غيابها معانة طويلة حتى الامتحانات نمتحن امتحانات الشهر برمضان ولكم أن تتخيلوا هل يستطيع أحد أن يذاكر والجوع والعطش قد أهلكه نحن كنا نذاكر في الباص حتى نصل إلى منازلنا نعم نذاكر رغم أننا صائمات وفي شدة الحر وإحدى زميلاتنا تنام على كتف التي بجوارها نعم تنام الكثير قد يستغرب كيف ننام ونحن جلوس وفي الباص ما أن يتحرك الباص في طريق العودة بعد نصف ساعة حتى ينام الجميع عدا الطالبتين التي أمام الباب لأنهم واقفتين أشياء ومواقف لا تنسى يا لله كم ضحكنا على إحدانا عندم تنام وتتحلم ثم تصرخ وتصحا وإذا بها في الباص،شي غريب ووالله إنه رغم اننا نائمين لا يسقط حجاب إحدنا بل والله إننا جميعاً نلبس حتى القفازات التي ضيعها الآن الكثير يا لله كنا في ذاك الباص الأخضر كالعائلة الواحدة ننام في وقت واحد ونصحا بوقت واحد ونصلي في مسجد واحد ونذاكر مع بعضنا أربع سنوات متتالية ونحن نعاني هم الطريق الخطير وهم النجاح الذي يحدد المصير. نحمد ربنا فقد توالت أربع سنوات بالنجاح ولكن ماذا بعد التخرج تلاقفت ملفات تقديمنا وسنوات كفاحنا بعض الأيدي غير الأمينة التي جعلتها حبيسة الأدراج وسنت قوانين جديدة جعلت من ضمنها قانون الواسطة أو قانون الرشوة أي عدل يجعل خريجات الثانوية ذوات النسب المتدنية احد كوادر ومدرسات محو الأمية ويجدد عقودهم كل سنة أي عدل أن يأتي إلى طريب غير خريجاته ووالله إن بنات طريب هم الأوائل في دفعاتهم أي عدل يدعون وهم يطلبون سنة الخبرة وهم لم يفتحوا لنا المجال في مكتب توجيهنا قانون الواسطة مفتوح حتى للفراشات والله إنهم وضعوا لإحدى الفراشات مكتب مهمتها تصريف من لا يوجد له واسطة لكن حسبنا أن نرفع أيدينا لرب الخلق في جنح الظلام وهو أرحم الراحمين بنا المطلع فوق عباده حسبنا هو الله وليعلموا أننا سنختصم عنده ولن نسامحهم أبدأ ، علماً أن هناك خريجات لهن عشر سنوات وخمس سنوات لم يتعين ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل. الكاتبة الشامخة الراحلة خريجة دفعة 1428 ه