ما نتج عن مباريات الأندية السعودية في مواجهاتها مع الأندية الإيرانية تجاوز حدود المنطق والمعقول وأقحمت السياسة بالرياضة بشكل سافر بل إن الشعارات المسيئة التي رددتها الجماهير الإيرانية تأتي في إطار التأليب والفتنة والانتقاص وهو ما يرفضه الشعب السعودي والخليجي بصفه عامة. لم تكن الرياضة وسيلة أو أداه لتمرير أي رسائل سياسية وهو الأمر الذي اهتم بها لفيفا بشكل كبير ومنعه وسن له قوانين صارمة جداً. ولعل من يتابع الوسط الرياضي المحلي والذي عاش هذه الإحداث يدرك حجم الغضب السائد والرفض لهذه الممارسات التي تتجاوز كل حدود ويبقى الشعب السعودي حريصاً على انتماءه ووطنيته وولاءه للقيادة الرشيدة ويعتبر المساس بأي ثوابت دينية أو سياسية خط أحمر أمام كل حاقد ومتربص. وقد تفاعل الإعلام السعودي مع ما حدث في بلاد فارس وبدأ في التنديد فيما حصل والمطالبة بعقوبات رادعة تمنع تكرار هذا العبث الذي بات سمة من سمات الدولة الإيرانية. وحتى لو اتخذ الاتحاد السعودي قراراً بمنع الأندية السعودية من اللعب في إيران فهو يعتبر محق في ذلك فكرامة الوطن فوق كل اعتبار. والجماهير الإيرانية عندما تتمادى في هذه الهتافات العنصرية والسياسية لا يهمها اسم الفريق الذي يلعب بالقدر الذي تعرف انه يمثل الشعب السعودي الأبي. وإذا كان نادي النصر السعودي الوحيد الذي سيلعب مواجهته القادمة في إيران فهذا لا يعني إن الأندية الأخرى السعودية لن تجد نفسها مضطرة للسفر لإيران مرة أخرى خصوصا فيما لو تأهلت الفرق الإيرانية للأدوار التالية وهو يعني إن المشكلة ليست في مباراة واحدة فقط بل كل المواجهات المقبلة ستكون موضع بحث في إمكانية المشاركة فيها أو الانسحاب في حالة استمرار صمت الاتحاد الأسيوي على ما يحدث من مهازل في الملاعب الإيرانية. وفي نفس السياق يجب إن يشكر سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي طالب بشكل صريح بنقل مواجهة النصر وذوب أهان إلى ملعب محايد حيث انه تحدث من حس وطني ورغبة صريحة في اتخاذ موقف صارم أمام التعدي الجماهيري الإيراني. وسيكون لما قاله الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد دور كبير في تصعيد الحملة الإعلامية السعودية بشكل اكبر للمطالبة باتخاذ إجراء حاسم يوقف مهازل الإيرانيين. كما أن على الاتحاد السعودي ومسئولي النصر والشباب والاتحاد أن يحذو حذو رئيس الهلال ويطالبوا بصوت مرتفع بإجراء حازم وصريح ضد تلك الجماهير التي تهتف بمباركة من الأمن الإيراني. إن الوطن وكرامة الوطن وكرامة القيادة والشعب فوق كل اعتبار سواء كان رياضيا او غير رياضي وحتى لو خسرت السعودية كل أنديتها المشاركة في بطولة دوري المحترفين الآسيوي فلا ضير في ذلك على أن تظل كلمتنا مسموعة وقرارنا مؤثر ولن نكسب في مثل هذه المواقف إلا عزة وكرامة كما هي عادة السعوديين الأوفياء. وحتى الاتحاد الآسيوي والصوت السعودي الذي من المفترض أن يذهب إلى بن همام في انتخابات الفيفا يجب أن يكون ورقة ضغط إضافية لانتزاع حقوقنا خصوصا أن تمادي الإيرانيين قد بلغ الآفاق ولم يجد من يردعه للأسف. وإذا كان بن همام سيهضم الحقوق السعودية والخليجية خوفاً من إيران فإنه سيسير على ذات النهج في الفيفا لو قدر له وفاز بالمنصب وسيواصل نفس الأسلوب الذي يجعله يميل لطرف ضد آخر في أدبيات ابن همام الذي ينادي بالاحترافية وفصل روابط الدم والعرق عن الجوانب الرياضية ثم يلجأ لدول الخليج لتصوت له في انتخابات الفيفا ويعزف على لحن العروبة والجيرة وقاعدة الأقربون أولى بالمعروف.