أطلق عراقيون وسما ترحيبيا بالمنتخب السعودي الذي سيحل ضيفاً عليهم الأربعاء 28 فبراير 2018، في خطوة نحو رفع الحظر الرياضي على الملاعب العراقية. وأطلق شاب عراقي الوسم "دارك يا الأخضر" في مواقع التواصل الإجتماعي احتفالا بقدوم المنتخب السعودي الأول إلى الملاعب العراقية منذ اللقاء الذي جمع المنتخبين على ملعب الشعب في العاصمة بغداد خلال أبريل 1979. ويأمل العراق في أن تشكل هذه المباراة دفعا لمسعاه لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في سبيل رفع كامل للحظر المفروض على استضافته المباريات الدولية الرسمية. وفرضت الهيئة الدولية هذا الحظر منذ أعوام طويلة، وقامت في العام الماضي بتخفيفه والسماح باستضافة مباريات دولية ودية على ثلاثة ملاعب في مدينتي كربلاء والبصرة جنوبا، وأربيل مركز إقليم كردستان الشمالي. وأكد متحدث باسم الفيفا ان رئيسه جاني انفانتينو تلقى دعوة لزيارة العراق وحضور المباراة، من دون ان يعلن قراره بهذا الشأن. في المقابل، يتوقع حضور رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، بحسب وزارة الشباب والرياضة العراقية التي أعلنت أن المسؤول الآسيوي سيعقد مؤتمرا صحافيا في البصرة الأربعاء مع الوزير عبد الحسين عبطان. وكان عبطان قال لوكالة الصحافة الفرنسية في تصريحات سابقة، أن العراق يعول على الثقل السياسي الخليجي لاسيما السعودي، في سبيل رفع الحظر، آملا في أن يتخذ الفيفا قراره بشأن ذلك الشهر المقبل. ويدفع العراق بشكل إضافي نحو هذا الأمر في ظل تحسن الأوضاع الأمنية بعد إعلانه "النصر" على تنظيم الدولة الاسلامية. وشهد محيط ملعب البصرة الدولي الذي يتسع لنحو 65 ألف متفرج، تحضيرات للمباراة، لاسيما لجهة الانتشار المكثف لقوات الأمن العراقية. كما رفعت العديد من اللافتات الترحيبية بالمنتخب السعودي. وبينما لوحظ عدم رفع أعلام سعودية بعد، أكدت السلطات العراقية انها ستقوم بتوزيع المئات منها قبيل موعد المباراة الأربعاء. وعبر وسم #دارك_يالأخضر عبر موقع "تويتر"، تبادل العديد من المستخدمين العراقيين والسعوديين التعليقات على المباراة. وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم "هوبي العراقي"، "بروح العراقيين نستقبل الاخوان الرياضيين السعوديين في العراق. هو دار خير وأهلنا أهل خير وهذا داركم". أضاف "نتمنى ان ما تدخل (ألا تتدخل) السياسة بالرياضة وعلى الاقل نوصل رسالة لكل الساسة بالسعودية ان العراقيين اهل خير وبلدنا دار خير ومعموره بأهلها الطيبين وناسها أهل الطيب والمحبة". وحضر عدد من المشجعين العراقيين تدريبات منتخب بلادهم استعدادا للمباراة، معربين عن توقهم لعودة المباريات الدولية بشكل كامل. ويقول عمار كيطان (56 عاما)، وهو موظف في إحدى الدوائر الرسمية في البصرة، "كنا نحلم ان نشاهد منتخبات عربية تأتي الى البصرة". من جهته، يرى الطالب الجامعي أحمد مسعود (25 عاما) ان "المباراة ليست مهمة للبصرة فقط بل لكل العراقيين لانها ستسهم برفع الحظر عن ملاعب العراق وتعطي انطباعا بأن المدينة آمنة". أما بالنسبة الى اللاعبين العراقيين، فالمباراة هي إحدى الفرص القليلة للدفاع عن ألوان "أسود الرافدين" أمام جمهور بلادهم. ويقول علي فايز "يهمنا كثيرا كلاعبين ان نخوض المباريات بين جمهورنا، الأهم هو الجمهور الذي يمنح المباراة طابعا جماليا". أما اللاعب المخضرم مهدي كريم الذي ستشكل المباراة محطة وداعية له بعد إعلان اعتزاله مطلع السنة، فيرى ان "الفريق السعودي تحدى الجميع بحضوره الى العراق، تحدى الخوف، تحدى الارهاب. يجب ان نجعل من الفريق السعودي ينقل صورة طبية عن العراق". يضيف "نتمنى ان يكون هناك تنظيم عال جدا في هذه المباراة حتى ننقل صورة طيبة (مفادها) ان العراق يستحق ان تكون المباريات على ملاعبه".