قبل مباراة نصف نهائي كأس الملك بين الاتحاد والنصر، كانت الفوارق البدنية تميل للاتحاد وكذلك الفنية حيث قدم الاتحاد في المباريات السابقة مستويات ونتائج أفضل من النصر. قلت لصديقي النصراوي العاشق وهو يسألني عن توقعاتي قبل انطلاق صافرة الحكم، أن مثل هذه المباريات تعتمد على التأهيل النفسي أكثر من الفني، فإذا حضرت روح النصر فاز الفريق بغض النظر عن المستويات غير الجيدة التي قدمها منذ بداية الموسم. وقد حصل هذا فعلًا، حيث أثمر التحضير الذهني الذي بذله الأمير فيصل بن تركي وفريق إدارته وظهرت الروح والعزيمة على نجوم النصر الذي كانوا في يوم عطائهم وجهدهم والذي لو بذلوا جزءًا منه في مباريات الدوري لربما كان للدوري قصة حب أخرى مع العالمي. قبل المبارة، أغلب المؤشرات كانت تميل للفريق الاتحادي المنتشي بجمهوره ودوره المؤثر في ملعب الجوهرة، فكانت المباراة أصعب نفسيًا على النصر من الاتحاد الذي ضمن تقريبًا المشاركة في النسخة الآسيوية المقبلة بينما خسر النصر المنافسة في جميع البطولات، وبالتالي كان اللقاء للنصراويين بمثابة مفترق طرق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لهذا الموسم، إما الفوز والتأهل للمباراة النهائية ومن ثم تحقيق البطولة الغالية لإعادة الروح والرهبة من جديد، وإلا إكمال موسم سيء جدًا لم يعتد عليه عشاق النصر. انتهت المباراة وفاز النصر، حيث حضرت الروح وتكلمت الأسماء وما أقوى وأعظم اسماء لاعبي النصر متى ما كانوا في يومهم وقمة حماسهم، وتلك هي الحكاية باختصار. أما الخصم في النهائي فهو الأهلي، بطل الدوري وأفضل الفرق في هذا الموسم والطامح لضم كأس الملك بجانب بطولة الدوري التي حققها بجدارة واستحقاق. من الصعب أن يتنازل النصر عن الكأس الغالية بكل سهولة فهو سيدخل المباراة بهدف إنقاذ موسمه وتحقيق مكاسب عديدة أبرزها تحويل بوصلة الغضب الجماهيري إلى فرح، وأهمها الفوز بكأس الملك وضمان المشاركة الآسيوية المقبلة ولعب بطولة السوبر. هذا هو المنطق والطموح لدى النصراويين، ويقابله طموح قوي ومشروع لدى الأهلاويين، ومرة أخرى ستكون كلمة الفصل للفريق صاحب التأهيل النفسي والذهني الأفضل. علي مليباري تويتر AliMelibari@