بدأت البطولة الآسيوية , وهي البطولة الأهم في القارة , والمؤهلة للبطولة العالمية .. وبدأنا نسمع في وسائل الإعلام الرياضية ..( مقروءة أو مسموعة ).. عبارات تمثل من - وجهة نظري الشخصية - قتلاً للمنافسة الشريفة , ودعوةً للاحتقان الرياضي, لأنها بالتأكيد ستنتهي إلى فريق واحد أياً كان هذا الفريق , وأياً كانت طريقة تأهله للأدوار النهائية .. تلك الدعوة أسميها (محور الفشل الرياض ), لأنك حين تقتل المنافسة في أي مجال , فضلاً عن مجال كرة القدم .. فإنك تقتل الطموح , وبالتالي تقتل الحماس أو تضعفه , وعليه يترتب سلبيات كثيرة على الرياضة المحلية ككل , وليس على الفرق الكبيرة فقط ... حين يوجه الإعلام باسم الوطنية ومحبة الوطن .. يوجه الجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة لتشجيع كل الفرق السعودية الأربعة المتنافسة آسيويا في بطولة واحدة .. وحين يستغفل عقولهم باسم الوطنية للدعوة لأن يشجع جمهور الهلال فريق النصر المنافس والخصم بعد أقل من أسبوع إن شاء الله , وجمهور النصر لكي يشجع الهلال المنافس والخصم أيضا في مباراة مصيرية بعد أقل من أسبوع , وحين يوجه جمهور النصر لتشجيع فريق الشباب وهو الذي لديه رئيس خفيف الدم ودائما ما يحشر النصر وجمهور النصر بشكل استفزازي في كل تصريح له حتى لو في لعبة (الكيرم), وهكذا... حين يفعل الإعلام المرئي والمقروء ذلك باسم الوطنية .. فإنني أجزم أن النتيجة بلا أدنى شك .. أن نكون في عام 2020م إن شاء الله كما كنا في عام 2011 من حيث النتائج والمستويات الرياضية على صعيد الأندية والمنتخبات .. حين تقتل المنافسة .. فأنت تقتل الطموح , وتقتل الرياضة .. وحين تريد من المشجع الرياضي المحب لناديه أن يميل مع المنافسة كما يميل المتراقصون على الطبلة .. فأنت تريد من الجميع أن يكونوا بلا إرداة وبلا رأي وبلا هوية وهكذا. حين تكون هذه نظرة الإعلام المطبل .. ينعكس ذلك على الرياضيين المستمعين , وبالتالي فإن نتائجه السلبية على الرياضة المحلية وسمعتها الكروية قاريا وعالميا .. أنا نصراوي ... ومن غير المقبول أبدا أن تطالبني بأن أشجع فريقا منافسا لفريقي حتى لو كان في مجموعة أخرى .. إن أي انتصار لهذا المنافس يعني أننا نقترب من لقاء بعضنا بعضا ... وقد يجني فريقي النصر ثمرة غير يانعة من تشجيعي لهذا المنافس سواء الاتحاد أو الهلال أو الشباب , إذ حين نلتقي في الأدوار النهائية سوف أعض أصابع الندم على كل لحظة وقفت فيها مع هذا الفريق أو ذاك في الأدوار التمهيدية .. وبالتالي لا تسأل لو هزم فريقي عن حالتي النفسية والعصبية والتي بلا أدنى شك ستنعكس سلبا على إدراكي لمعنى الرياضة ومعنى المنافسة .. وقديما قال الشاعر : نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتي .. وحنينه أبدا لأول منزل .. حين نريد التطور لرياضتنا .. يجب أن نعيش المنافسة كما هي بلا تصنع , بل نثري المنافسة .. ونوقد عليها بكل ما نستطيع لأن هذا هو ما يمكن أن ينعكس إيجابا على تطور المنتخب ونمو أمجاده , ويثمر أن يبحث لاعبو الفريق عن إسعاد جمهورهم .. حين يدعو رئيس الهلال جماهير الأندية الأخرى لتشجيع ناديه في مباراة ما .. فهل يظن أن الجمهور الواعي سينسى كل ما فعله ناديه ضد أندية هذه الجماهير المدعوة ؟ ثم ألا يخشى أن يكون من هذه الجماهير حاقد أو محتقن فيرتكب ما لا تحمد عقباه ؟ يا رجال الإعلام : دعوا الجمهور يختار بلا تعبئة .. دعوه يشجع بحرية .. فحتى حرية التعبير الداخلي لازلتم تصادرونها .. ألا يكفي أنكم صادرتم حريات التعبير عن مشجعي كل الأندية بخلاف النادي الأوحد عقود كثيرة قبل ظهور الانترنت والصحافة الالكترونية .. فهل تريدون إعادة استعمار العقول من جديد ؟ فكرت كثير لأعرف : ما هو دخل كرة القدم .. بمبدأ الوطنية ؟ رغم أن أي عاقل يعرف أن الارتباط لا يكون سوى في تحقيق الإنجازات التي تكون باسم منتخب الوطن أما غير ذلك , فيدخل في مجال المنافسة ولا دخل له بهذا المبدأ .. لكنني عجزت أن أفهم سبب التعبئة للدعم الجماهيري في العامين الماضيين للأندية المحلية في المنافسات الخارجية رغم أن تلك الصحافة في زمن مضى كانت تستهزئ بالنصر وجمهور النصر بأنه لم يحقق بطولة خارجية, فلما حققها كتبوا أنها ودية , فلما حقق الآسيوية .. صمتوا , لأنهم كانوا يملكون عام 1420ه 26 بطولة مقابل 35 بطولة للنصر, وانتظروا حتى تجاوزوا عدد بطولات النصر فأصبحوا يتغنون بأنهم الأكثر بطولات .. وأن النصر له ثمان سنوات لم يحقق بطولة , رغم أنهم يعرفون أن هلالهم أمضى ثلاثة عشر عاما .. بلا أي بطولة .. ولكنهم لا يعترفون بذلك ولا يذكرونه في إعلامهم .. وهي للتذكير من 1384-1397ه .. تمريرة ذكية : 1- بدأ النصر بداية أعتبرها سلبية .. فالتعادل مع فريق ضعيف لا يعتبر إنجازا كما يصوره ذلك الإعلام .. لكن ما يمكن قبوله أن الأجواء الباردة والتحكيم السيء أيضا والذي حرم النصر من هدف فيقاروا الصحيح .. كان التعادل معها مقبولا .. 2- بدأ الهلال بخسارة .. والأمر طبيعي فمجموعته ضعيفة بوجود فريقين خليجيين وكلاهما لا يقارن بمستوى الهلال , ومن الآن أرشح الهلال مع سباهان للدور الثاني والله أعلم . 3- أجمل ما في الجولة الآسيوية الأولى أن كل المتابعين استمتع بكرة قدم جميلة قدمها نادي الاتحاد. 4- الشباب خرج متعادلا من أمام الريان .. ورغم محبتي للريان .. لكنه خرج فائزا بهذا التعادل , وأرشح الشباب عن تلك المجموعة والله أعلم . 5- مباراتي نصف نهائي كأس ولي العهد السعودي .. أرشح الهلال والوحدة للعب على النهائي .. والله أعلم. 6- ظهر سعد الحارثي في أجمل صورة له هذا الموسم .. فهل لاقتراب عقده من النهاية علاقة بذلك ؟؟ إذا كانت هذه عقلية اللاعب المحترف لدينا .. فلن نتطور أبداً.