ترتبط كرة القدم داخل الملعب بعوامل مهمةٍ، تبرز في مقدمتها الروح، فروح اللاعبين متى ما كانت في قمة توهجها سينعكس ذلك على الأداء الفني، حتى لو وجد خللٌ فنيٌّ في الفريق، أو تواضع إمكانيات بعض العناصر مقارنةً بالمنافس، إلا أن الروح والحماس والجهد كفيلٌ بتعويض هذا الضعف، بدليل أن أنديةً قليلة الإمكانيات على كافة المستويات تتغلب على أنديةٍ تملك إمكانياتٍ عاليةً على المستوى الفني، وهذا ما نشاهده في كل أصقاع العالم، رغم كل ما يعترينا من دهشةٍ وذهولٍ عندما يحدث ذلك، فمن الصعب أن يتقبل المشجع المهووس بفريقه الكبير والعريق الخسارة أو التعادل من فريقٍ متذيل الترتيب، لكنه واقع يحدث!؛ لذلك مَن يتهاون في أداء دوره كما يجب داخل الملعب مهما بلغ ضعف الفريق المنافس وقلة إمكانياته سيجد نفسه خاسراً، وإن لم يخسر فسيكون فوزه باهتاً مخيفاً، يغضب مشجعيه ويخيفهم في القادم من الأيام؛ لذلك نخلص إلى أن العمل الفني مرتبطٌ بالعمل الإداري في كل فريقٍ، فالمدرب دوره وضع الخطط والأدوار الفنية لكل لاعبٍ، والإداري دوره التحفيز وإشعال فتيل الحماس، وجميعها مرتبطةٌ بالهدف المراد تحقيقه . في دوري عبد اللطيف جميل خسر المتصدر النصر ووصيفه الأهلي نقاطاً مهمةً في مسيرتهم من أنديةٍ لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تقارن بهم في كل شيءٍ، لكن ما حدث أن الفريقين لم يحترما كل تلك الأندية على الصعيد الفني مما أفقدهم نقاطاً كثيرةً، فالنصر خسر أربع نقاطٍ مهمةٍ من الرائد والفتح في الدور الثاني، ولو أنه حصل على النقاط كاملةً لربما دخل مباراة الحسم أمام وصيفه بوضعيةٍ أكثر ارتياحاً من الوصيف، ولربما أيقن الفريق الأهلاوي أن بطولة الدوري أصبحت بعيدة المنال، وغيّر في إستراتيجياته، بتحويل بوصلة تركيزه على البطولة الآسيوية، كل ذلك افتراضاتٌ لم تحدث، لكن من المفترض أن تصبح درساً مهماً يتعلمه اللاعب والإداري في كل فريقٍ. فالنصر عانى في الفترة الماضية من تدني في المستوى، وكان من المهم أن يظهر العمل الإداري للفريق، وهذا ما حدث فعلاً، فرئيس النصر أعاد للفريق الروح، واستطاع بخبرته أن ينتشله من فترة الركود التي حدثت له، ولا أعلم كيف..!، لكن يبدو أن الأمر لم يكن سهلاً، فإخراج اللاعب من تلك الأجواء، وإعادة التركيز له تتطلب مجهوداً ذهنياً كبيراً، وعملاً مضنياً، وهذا ما لم نستطيع مشاهدته خلف الكواليس، لكن يمكن مشاهدة نتائجه على أرض الواقع، وهذا بالفعل ما حدث، ابتداءً بمباراة نجران في نجران ثم العروبة في عرعر، وأخيراً مباراة بيروزي الإيراني على إستاد الملك فهد. في الفريق النصراوي أشياءٌ كثيرةٌ جميلةٌ، من ضمنها جمهوره الرائع، الذي يستشعر المسؤولية وكأنه أحد أفراد الفريق، فمتى ما شعر بضرورة وجوده حضر وحفّز الفريق بكل قوةٍ، وإن غضب على الفريق يعرف كيف يرسل رسائل العتب بأسلوبٍ راقٍ بعيدٍ عن السخرية والتقليل من عمل أي عضوٍ في منظومة العمل في الفريق، ففي مباراة بيروزي كان الجمهور النصراوي عنواناً جميلاً لمباراة تنبئ بتوهجٍ كبيرٍ لنجوم النصر، فحدث ما كان متوقعاً، قدّم النصر مباراةً كبيرةً، اختصرها بثلاث أهدافٍ في مرمى الفريق الإيراني، وكان بمقدوره زيادة الغلة. في الحقيقة إن النصر تجاوز فترة انعدام الوزن التي ظهرت على الفريق بداية الدور الثاني، وأصبح جاهزاً للمحافظة على لقبه، والجولات القادمة في تصوري لن تحمل تغيراً كبيراً في ترتيب الدوري خصوصاً في المراكز الأربعة الأولى، وكذلك الأندية التي تصارع على الهبوط، فمرحلة الحسم لم تعد بعيدةً، وقد تتضح الصورة بشكلٍ أكبر في الجولة القادمة وبنسبةٍ كبيرةٍ. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @ Zaidi161