لم يتوقع النصراويون أن منافسهم الهلال سيظهر لهم في اللقاء المرتقب بثوب جديد مغاير عن المباريات السابقة؛ لهذا فقدوا فرصة الحسم المبكر لبطولة الدوري، أما كيف حدث هذا؟ فإن الوضع الفني للفريقين كان مختلفاً كاختلاف اللقاء..! فالهلاليون لم يكونوا ليقبلوا -حتى وهم مدركون أن الدوري أصبح صعب المنال في ظل الفارق النقطي لصالح النصر وأيضاً الأداء الفني الذي ظهر عليه الفريق النصراوي هذا الموسم- لم يكونوا ليقبلوا أن يكون تتويج النصر بالبطولة عن طريقهم؛ لذلك أعدوا العدة لمواجهة قوية لا خيار فيها إلا الانتصار، وقد قدموا مباراة كبيرة جداً من ناحية (الروح)، إلا أن التنظيم الفني لم يكن في الصورة المطلوبة؛ بدليل أن شباكهم استقبلت ثلاثة أهداف، هدفان منها كانا في وقت قصير، وقد تميزوا (بالروح) العالية و(احترموا) المنافس بشكل كبير، وهذا ما منحهم الأفضلية، أما على الجانب الفني -وخصوصاً عناصر الفريق- فقد كان المحترف البرازيلي نيفيز له الدور الأكبر في حسم اللقاء وذهاب الثلاث نقاط للهلال، هذا معنى أن تحضر أجنبياً يشكل فارقاً كبيراً في الفريق، ويكون العمود الفقري لإيقاع المجموعة كاملة، نيفيز يملك كل أدوات الترجيح لأي مدرب يعتمد عليه، هذا ما كان ينقص النصر..! وتحديداً في مباراة تعتبر (حسماً) ونهائياً مبكراً لبطولة الدوري. المتابع لمسيرة النصر هذا الموسم يلاحظ أمراً مهماً في غاية الخطورة وتعتبر نقطة ضعف تتحملها إدارة الفريق؛ وهي أجانب الفريق الذين لم يقدموا للنصر هذا الموسم أي تفوق، ولم يكن لهم حضور فني يتفوقون به على اللاعب المحلي، كارينيو في مباراة الحسم أمام الهلال لم يتعامل مع المباراة ومجرياتها بالشكل السليم، وتعتبر أسوأ مباراة قدمها هذا المدرب منذ أن وطئت قدماه أرض الرياض، بدليل أن الهلال في الهجمات المرتدة لم يجد صعوبة في الوصول لمرمى النصر؛ لأنهم لا يجدون سوى لاعب وحيد في خط الدفاع، وهذا يدل على أن التنظيم الذي كان يتميز به النصر طوال الموسم تحول إلى (تخبيص) في مباراة الحسم، الأمر الآخر الذي أجده سبباً مباشراً في خسارة النصر (الثقة الزائدة) التي كان عليها مدرب الفريق مع اللاعبين أيضاً..! فالمدرب من المؤتمر الصحافي قبل اللقاء كان واضحاً من حديثه أنه سيقابل الهلال للتتويج فقط ولن يجد صعوبة في ذلك..! ولعل الدقائق الأولى من عمر المباراة تؤكد هذا الأمر، فالفريق حصل له ارتباك واضح بعد ما شاهدوا أسلوب الفريق الهلالي وروحهم العالية، حتى بعد ما حصل التعديل للنتيجة بقي الفريق في وضع الارتباك..! وكان من المفروض على كارينيو ولاعبي الخبرة أمثال عبدالغني ونور أن يتعاملوا مع المجموعة بخبرة..! وإعادتهم لجو المباراة بشكل سريع. لم يحضر النصر في هذا المباراة إلا في الجزء الأخير..! رغم التهور والاندفاع غير المبرر..! كارينيو يخطئ أيضاً في التبديلات ويقدم للهلال نتيجة كبيرة لم يكونوا يتوقعونها. في كرة القدم إذا لم تحترم المنافس بالشكل المطلوب بالتأكيد ستكون الخسارة في انتظارك مهما كنت تمتلك من أدوات داخل الملعب على أعلى مستوى..! والنصر لم يحترم الهلال رغم الضعف الفني الحاصل في الفريق من خلال التوظيف السيئ الذي يتبعه مدرب الفريق، فكارينيو ولاعبو النصر لم يكونوا في يومهم، وقد تكون هذه المباراة سبباً مباشراً في ضياع المجهود طوال الموسم، فالنصر من أجل حسم الدوري يحتاج لأربع نقاط من تسع نقاط بالملعب، والمتبقي له مباريات قوية جداً مع أندية كبيرة؛ كالاتحاد والشباب والتعاون، وجميعهم مستوياتهم متفاوتة تارةً تجدهم يؤدون مباريات كبيرة فيها عمل فني كبير وتارةً تجدهم في أسوأ حالاتهم، والنصر يعاني من الإرهاق والتعب، فنهاية الموسم والمتبقي منه يعادل موسماً كاملاً لأنه يتطلع للحصاد وحصد بطولة الدوري، بينما منافسه الأوحد الهلال سيخوض ما تبقى من الدوري على أمل أن يتعثر النصر، وهو لن يواجه أندية قوية فنياً؛ لهذا فإن الحصول على النقاط كاملة فيما تبقى له سهل جداً لفارق الإمكانيات. ديربي الكرة السعودية كان مميزاً من الناحية المعنوية والقتالية داخل المعلب، وقد ساهم فتح الملعب النصراوي في ظهور المباراة بهذا الشكل..! يعجبني في الهلال أنهم مازالوا ينظرون بعين الأمل، ويتوقعون أن النصر سيخسر، ويجدون في كرة القدم عالماً ممتلئاً بالمفاجآت؛ لذلك حضروا بروح الرغبة في الانتصار، وتحقق لهم ذلك، فمنافسهم كان مذهولاً من وقع الصدمة التي من المفروض أن يتجاوزوها ويعيدوا حساباتهم، فالبطولة في الملعب والهلال سيبقى على الأمل، بينما زمام الدوري بيد النصراويين، وحدهم من يملكون تتويج أنفسهم أو ترك البطولة تذهب للجار الهلال، وإن حدث هذا ستكون (سقطة) في تاريخ النصر لن تنساها الجماهير السعودية..! الأيام القادمة ممتلئة بأحداث عنوانها في سؤال هو: هل سيعود النصر لأفراحه أم سيذيقه الهلال مرارة الانكسار..؟ ودمتم بخير،، سلطان الزايدي [email protected]