سيسجل التاريخ أول جمعة في شهر ربيع الآخر من هذا العام بمداد من الحزن وبحروف من الدمع، ذلك أن المصاب جلل والفقيد كبير ذو مكانة عظيمة، فهو حبيب الشعب وحكيم العرب وملك الإنسانية. لقد خسرت الأمة العربية والإسلامية بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصية قيادية عالمية محنكة، وزعيمًا سياسيًا بارعًا في حل الأزمات السياسية وتقديم المبادرات الإنسانية. كرس حياته وأفنى عمره من أجل مصلحة شعبه وخدمة وطنه في المحافل الإقليمية والعالمية، ليتوج ذلك بحزمة من الإنجازات التنموية على أرض الواقع، وليعم الخير والنماء على البلاد في مختلف المجالات وبما يعزز توفير وتحقيق الحياة الكريمة للمواطنين. كان – يرحمه الله – مهتمًا بالشباب والرياضة، ففي عهده ارتفع عدد الأندية السعودية لممارسة الألعاب إلى 170 ناديًا في مختلف مناطق السعودية. وبعد افتتاحه مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة)، أمر ببناء 11 مدينة رياضية في مناطق مختلفة من السعودية بسعة 45 ألف متفرج لكل استاد رياضي فيها، وكان قد أمر بتوسعة ملعب عبدالله الفيصل بجدة إضافة إلى تطوير البنية التحتية لملاعب أخرى قائمة. وإيمانًا منه بأهمية الأندية الأدبية والرياضية ودورها في دعم النهضة الشبابية، قدم يرحمه الله دعمًا سخيًا لجميع الأندية الأدبية بالسعودية مقداره 10 ملايين ريال لكل ناد، ولكل ناد رياضي من أندية الدوري الممتاز قدم 10 ملايين ريال، و5 ملايين ريال لكل ناد من أندية الدرجة الأولى، ومليونًا لبقية الأندية الرياضية المسجلة رسميًا. (لا تنسوني من دعائكم) عبارة جميلة أطلقها حبيب الشعب ذات يوم، لتأتي في يوم الرحيل على صدر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياته وأنواعه، إنه حب جميل وعشق فريد لمليك أحب وطنه ومواطنيه، فمنحوه كل هذا الود والشعور. رحم الله الحكيم القائد عبدالله بن عبدالعزيز.. عظم الله أجر الأمة وأحسن الله عزاء أبناء وبنات الوطن.. والله نسأل أن يسدد خُطى مليكنا الجديد خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وأن يشد عضده بولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وبولي ولي العهد الأمير الشاب محمد بن نايف بن عبدالعزيز.