تنظم اللجنة العليا للمشاريع والإرث احتفالا كبيرا في العاصمة السعودية الرياض لتدشين استاد خليفة الدولي، في شكله وتصميمه الجديدين، كأحد أبرز الملاعب التي تستضيف كأس العالم 2022 التي نالت قطر شرف تنظيمها للمرة الأولى في الشرق الأوسط. ويقام الحفل بعد غد الثلاثاء في فندق الريتز كارلتون الذي يستقبل كبار الضيوف المشاركين، ويحضر الحفل نخبة من كبار المسؤولين الذين تم توجيه الدعوة لهم للمشاركة في الكشف عن تصميم ثالث ملاعب المونديال. وسبق للجنة العليا للمشاريع والإرث الكشف عن ملعبي الوكرة والخور ضمن الملاعب التي من المقرر أن تستضيف المونديال. ويتسع استاد الوكرة الجديد لأربعين ألف مشجع، وجاء تصميمه ليخلد جزءاً هاماً من تاريخ دولة قطر، فقد استلهم من شكل المراكب الشراعية القديمة التي حملت الصيادين والغواصين القطريين إلى عرض البحر طلباً للرزق وبحثاً عن اللؤلؤ، حيث يشبه استاد الوكرة في شكله شراع تلك المراكب التقليدية. ويجمع تصميم استاد الوكرة ما بين الإضاءة والمساحات والألوان والأشكال الهندسية التقليدية التي عرفت بها فنون العمارة العربية الأصيلة. ولضمان الوفاء بشروط الاستدامة وصداقة البيئة التي يتطلبها كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللجنة العليا للمشاريع والإرث، فإن استاد الوكرة سيُشيد وفق أبرز معايير الأبنية الخضراء إذ سيحصل على شهادات الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة وشهادات نظام تقييم الاستدامة العالمي. وسيكون الاستاد قادراً على استضافة دور المجموعات ودور ال 16 ودور الثمانية ضمن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. وستتميز أرضية الملعب بعشبها الطبيعي، كما ستكون مبردة لدرجة حرارة مثالية تصل إلى 26 درجة مئوية، ما سيضمن متعة اللعب والمشاهدة. وسيوفر تصميم الاستاد أقصى درجات الراحة للجماهير، حيث سيتم تبريد المدرجات بدرجات حرارة تتراوح ما بين 24 إلى 28 درجة مئوية. وبعد نهاية بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، سيُفكك الجزء العلوي المُركب من مدرجات استاد الوكرة بمقاعده البالغ عددها 20 ألف مقعد، ليتم توزيعها على الدول النامية التي تفتقر إلى البنية التحتية الرياضية. وسيتحول استاد الوكرة، بطاقته الاستيعابية الجديدة البالغة 20 ألف متفرج، إلى مقر لنادي الوكرة الرياضي، أما المنطقة المحيطة به والتي تبلغ مساحتها 586 ألف متر مربع، فستكون مركزاً يسهم في تعزيز الروابط المجتمعية في الوكرة، إذ ستحتوي على متنزهات ومساحات مفتوحة للمشاة، ومدارس وقاعات للأفراح والمناسبات، ومرافق رياضية متعددة. وتسير أعمال البناء في استاد الوكرة بخطى متسارعة، بعد أن انطلقت أعمال الحفر الأولية وبدأت الآليات بالعمل بالفعل في حفر أرضية الاستاد وبات بالإمكان رؤية الملامح الأولى لمشروع الاستاد والمنطقة المحيطة به من خلال برنامج جوجل إيرث. ومن المتوقع أن يمنح أول عقد رئيسي للبناء في مشروع استاد الوكرة خلال عام 2015. وفي الإطار ذاته، قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالكشف عن تصميم استاد البيت خلال فعالية الإعلان التي شارك فيها ممثلون عن المجتمع المحلي لمناقشة الرؤية المستقبلية لمدينة الخور والمناطق المحيطة بها. وقد بدأت بالفعل التحضيرات الأوليّة لبناء الاستاد المرشح لاستضافة عددٍ من مباريات كأس العالم فيفا 2022 والذي يتوقع أن يكتمل بناؤه خلال عام 2018. ويتميز استاد البيت بأن تصميمه جاء بفكرة قطرية بحتة، مما يعكس الطابع التراثي واللمسة القطرية الفنية على هذا الصرح المستقبلي المبهر. ويمتاز الاستاد بتصميمه المركب، حيث يُمكن تفكيك مقاعد الطبقة العلويّة، وبعد كأس العالم 2022 ستتم إزالة الطبقة العلويّة بالكامل لتقليص سعة الاستاد إلى 32 الف مقعد، وسيتم التبرع بالمقاعد لدولٍ أخرى بالتنسيق مع الفيفا ومجتمع كرة القدم العالمي بهدف ترك إرثٍ يسهم في تطوير كرة القدم العالمية. وسبق للجنة العليا للمشاريع والإرث البدء في أعمال هدم استاد نادي الريان الواقع في منطقة أم الأفاعي غرب مدينة الريان، تمهيداً لبدء أعمال بناء الاستاد الجديد -الذي سيتسع ل40 الف متفرج في الموقع ذاته. ومن المتوقع أن تكشف اللجنة عن تصميم استاد الريان للجمهور في شهر كانون أول/ ديسمبر المقبل وذلك في فعالية جماهيرية كبيرة ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني للدولة في منطقة درب الساعي. أمّا استاد مؤسسة قطر الذي سيُقام في المدينة التعليمية، فهو في مرحلة إعداد المخططات الهندسية التفصيلية، وقد طُرحت مناقصات بدء العمل في هذا الاستاد بالفعل وسيتم الإعلان عنها فور اكتمالها. ويتولى مسؤولية تصميم هذا الاستاد شركة "آر إف إيه فينويك،" بينما تتولى مسؤولية إدارة المشروع شركة "آستاد"، وتُعدّ مؤسسة قطر الجهة المشرفة على التنفيذ. الاستاد الأخير الذي يجري العمل فيه حالياً بالتوازي مع الاستادات الأخرى هو استاد خليفة الدوليّ والذي بدأت فيه مرحلة أعمال المتعهد الرئيسي، وسيشهد استاد خليفة عملية ترميم وتوسيع سُيعاد خلالها بناء سقفه، وستُضاف إليه تقنية التبريد المبتكرة، كما سيتم زيادة قدرته الاستيعابية ليتسع ل45 الف متفرج. جدير بالذكر أن جميع الملاعب المرشحة لاستضافة كأس العالم ومواقع التدريب التي ستُستخدم خلال البطولة ستكون مزودة بتقنية التبريد المبتكرة التي ستُحافظ على درجات الحرارة داخلها قريبةً من 26 درجة مئوية، مما سيسمح بممارسة كرة القدم في قطر في أجواء مناسبة ومريحة على مدار العام. وكانت اللجنة العليا قد اختبرت بنجاح تقنية التبريد المبتكرة في منطقة مشجعي البرازيل 2014 التي أقامتها في الحي الثقافيّ كتارا في الدوحة خلال كأس العالم 2014 في البرازيل، وقد استقبلت المنطقة على مدى 10 ليالٍ أكثر من 15 الف زائر استمتعوا بمشاهدة مباريات كأس العالم بدءاً من دور ال16 وحتى المباراة النهائية في أجواء مفتوحة مبردة تقلّ فيها درجة الحرارة بحوالي 12 درجة عن الأجواء الخارجية.