تناقل الوسط الفروسي تسريبات حول نبأ استقالة الاستاذ سامي الدهامي مدير المنتخب السعودي للفروسية ، الأمر الذي كان مفاجأة كبيرة في هذا التوقيت تحديداً ، إذ أن الوسط الفروسي يستعد لاستقبال خطة صندوق الفروسية الجديدة والتي يفترض أن يكون الدهامي أحد أهم الشخصيات الإدارية الفعّالة فيها خصوصاً بعد أن نجح في الوصول مع فرسان المنتخب "وفق الخطة التي وضعت" إلى تحقيق أهداف الفريق والوصول إلى نتائج تاريخية لا أحد يعرف متى سوف تتكرر ولا على يد من سوف يعود مجدها ! في الحقيقة تأتي استقالة الأستاذ الدهامي أنيقةً جداً قياساً على الفترة الإنتقالية التي تمر بها الفروسية السعودية ، خصوصاً بعد اعتزال الفارس الأمير عبدالله بن متعب ،والذي سبقه إليها الفارس خالد العيد "دولياً" كما وأن الصندوق يعتزم العمل بخطة مختلفة ، كل هذه الأمور بالإضافة إلى انشغال الدهامي بعمله الخاص يجعل من استقالته انسحاباً ذكياً يحمل في طيّاته الكثير من الأناقة الإدارية و من قراره قراراً شجاعاً من شخص يعمل في منصبٍ لا يُستهان به أبداً يعي قيمته من يقدّر الفروسية ويعرف دورها في تمثيل المملكة استطاع أن يكتفي بما حققه ويمنح الفرصة لغيره بكامل إرادته في لحظة ربما شعر فيها بأنه لن يضيف إلى ماحققه شيئاً يستحق البقاء . الدهامي والذي عمل مع فريق ليس من السهل أن يتكرر على مستوى الإدارة والفرسان مُؤسسين لقاعدة قوة لفروسية قفز الحواجز في المملكة وصلت بجهد وعمل وثبات وفي وقتٍ قياسي جداً إلى نتائج تجعل الوسط الفروسي بأسره مديناً لهم بما حققوه، ! يبقى الدهامي شخصيةً بارزة ومؤثرة في محيطه ، وكأي شخصيةٍ مسؤولة له من الأخطاء ما نختلف معه فيها ، كما وأن له من الإنجازات ما لا يجب أن ننكره لمجرد أننا لم نكن أحد المستفيدين منها ! وإنه لمن المخجل أن نجد من استعصت عليهم أسوار صندوق الفروسية في عهد الدهامي يتعاملون مع الخبر بصورةٍ أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها صورةٌ مُشوّهة تلوثت كلماتها بطابعٍ يحمل الكثير من "التشفّي " تقودها تلك الرغبة في انتهاز الفرص لتصفية الحسابات " الشخصية" والتي لا تخفى على أحد . في الحقيقة إن مثل هذا الأمر وما شابهه من أنباء الاستقالة أو الاعتزالٍ لرجالاتٍ مثّلوا المملكة وقاموا بأداء واجبهم على أكمل وجه يحتاج أن يُقرأ من زاويةٍ أكثر شمولية فهي شهادةٌ للتاريخ تستحق أن تُكتب بحروفٍ تحمل الحد الأدنى من حيادية ترتقي للغةٍ تستحق أن يضيع القارئ الفروسي فيها وقته . أخيراً ، إذا تأكد قرار استقالة الدهامي " رسمياً " فإننا لا نملك سوى احترام هذا القرار ، متمنين له التوفيق في خططه المستقبلية ، آملين أن يحمل بديله القادم فكراً إدارياً يستطيع أن يصل من خلاله إلى نتائج تخدم الفروسية السعودية التي لطالما كانت عريقة في أصالتها متجددةً في أدائها ، وسخيّةً في ألقابها .