عزفت أوتار السواني ألحان الماضي مطربةً آذان زوار جنادرية 27 في عملية ديناميكية بدائية تعنى باستخراج الماء من البئر عبر مواد مكوناتها مصنوعة من الطبيعة من أشجار الأثل ومن جلود الحيوانات حيث يستقر الماء ويحتضنه الدلو . ويتفنن العم إبراهيم الرويشد في قيادة الحيوانات المدربة على هامش فعاليات المزرعة التقليدية في جنادرية "27" من الجمال في طريقة شعبية قديمة كانت تستخدم قبل ما يقرب من نصف القرن في استخراج الماء من الآبار العميقة لري المزروعات وتوفير الماء للحيوانات, بل وحتى للاستهلاك الآدمي آنذاك في نقل الماء من الآبار إلى البيوت. وكان الساني في تيك الأيام يبدأ عمله من صلاة الفجر حيث لم تكن تلك المهنة بالمهنة السهلة بل كانت تتطلب رجلاً نشيطاً مجتهداً صابراً يقود الحيوانات طوال فترة استخراج الماء ويحثها على عدم التوقف ممسكاً عصا من الخيزان أو الخشب لتأليب الحيوان العاصي . وبوجه شاحب ملؤه التعب والجهد توقف ابراهيم الرويشد عن قيادة الجمال ثم أنصت لمندوب وكالة الأنباء السعودية وقدّم شرحاً كافياً وافياً عن كيفية عمل السواني والأدوات المستخدمة فيها وطريقة إدارتها . وقال إن من أهم أدوات السواني هي القّرب والتي تقوم بدورها في الامتلاء بالماء من البئر واستخراجه وتصنع من جلود الحيوانات وتكون من الجلد السميك وبطول يصل إلى متر , وتقوم القرب بعد احتضان الماء بصبه عن طريق الفتحات الموجودة فيها على اللزا وهو المكان الذي يصب فيها الماء بعد استخراجه من البئر . ويرفع القرب والدلو المحملة بالماء ما يسمى بالرشا وهو حبل متين مصنوع من ليف النخل المفتول وبقوته تلك تسحب الحيوانات به الماء من البئر العميقه , ثم تصدر المحالة المصنوعة من خشب الأثل ذلك الصوت المميز وتمتلك أسناناً يكون بداخلها حبل الرشا وتشبه العجلة نوعاً ما, حيث تربط تلك الأسنان مع بعضها عن طريق ما يسمى بالقد المعمول من جلد الجمل , فيما يكمن سر الصوت المميز المعروف بالسواني إلى نوع من انواع الشجر يسمى البرهام حيث تجمع أعواده وتوضع بعناية في المحالة وبها يبدأ الآنين وهو ذلك الصوت الذي امتازت به السواني ويصدح به مهرجان الجنادرية كل عام فيما وضع هذا العام أمامه مكبر صوتي ليظهر الصوت جلياً واضحاً لآذان الزوار . // يتبع //