يواجه وزراء الخارجية الأوروبيون الذين يعقدون سلسة من الاجتماعات في بروكسل اختبارا جديا بشان توحيد مواقف دولهم تجاه المستجدات في المنطقة العربية وخاصة الطريق المسدود الذي يواجه محاولات إنعاش العملية السلمية أولا ومواكبة تطورات الموقف في عدد من الدول ثانيا. واخفق الاتحاد الأوروبي حتى الآن في تنسيق مواقف دوله بشان التعامل مع أهم معضلة تواجهه في الشرق الأوسط وتتمثل في كيفية إقناع الطرف الفلسطيني بالعدول عن التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل لإعلان الدولة المستقلة مقابل ضمانات بالعودة الجدية لمائدة المفاوضات مع إسرائيل. ولا تزال إسرائيل ترفض بشكل تام أية عودة للمفاوضات مع الفلسطينيين لا تتم وفق شروطها أي رفض الالتزام بمرجعيات السلام المتعارف عليها دوليا و الإصرار على انتزاع تنازلات إضافية من الطرف الفلسطيني وأهمها الاعتراف الفلسطيني العلني بالطابع اليهودي لإسرائيل والتنازل عن جزء من الأراضي وعن حق العودة للاجئين. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل أن انقسامات جدية باتت مسجلة في الصفوف الأوروبية تجاه إدارة الموقف في الشرق الأوسط وان عدة دول تدعو إلى ضرورة دعم التوجه الفلسطيني المعلن داخل الجمعية العامة. وكانت دول الاتحاد تعول على الاجتماع الأخير للجنة الرباعية الدولية في نيويورك لحلحلة الموقف ولكن هذه اللجنة أخفقت في مجرد إصدار بيان عن لقائها مما يوحي أن محاولات الحصول على تنازلات من جانب إسرائيل قد منيت بالفشل . وستقوم الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية كاثرين اشتون بتقدم تقرير للوزراء الأوروبيين حول اللقاء الأخير للرباعية الدولية وقد تقترح الإسراع في الدعوة لاجتماع جديد لها. ويبحث الوزراء تطورات الموقف ليبيا على ضوء الاعتراف الأخير لمجموعة الاتصال الدولية بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا واعتباره بمثابة الحكومة الشرعية الوحيدة في هذا البلد. وتدعو بعض الدول الأوروبية وبعد هذا التطور إلى وضع آلية على الصعيد الأوروبي للبدء تدريجيا في الإفراج عن جزء من الأموال والأصول الليبية المجمدة لصالح المجلس الوطني الليبي واستعمالها لتمويل الحاجيات الأساسية للسكان, ويتطرق الوزراء إلى الوضع في سوريا ومن المنتظر أن يلوحوا مجددا بتصعيد التدابير القسرية ضد النظام السوري ومطالبة مجلس الأمن الدولي بالبت في الأزمة, كما يبحث الوزراء الموقف في اليمن والعلاقات مع باكستان والموقف في أفغانستان إلى جانب سياسة الدفاع الأوروبية. // انتهى //