تعقد اللجنة الرباعية الدولية المكلفة بتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط اجتماعا على مستوى المندوبين في بروكسل يوم الثلاثاء المقبل وسط مناخ من الحذر والترقب الشديدين بشأن الفرص الفعلية لحلحلة العملية السلمية والحصول على التنازلات الضرورية من الجانب الإسرائيلي للعودة إلى مائدة المفوضات. وتعثرت جهود اللجنة الرباعية والجهود الدولية الأخرى الخاصة بإنعاش عملية السلام في الشرق الأوسط لعدة اشهر متتالية رافقت وصول اليمين الإسرائيلي للحكم عام 2008 وما رافقه من توسيع غير مسبوق لأنشطة الاستيطان ومن تهويد منهجي للقدس الشرقية. ومن المقرر أن تبحث اللجنة الرباعية في حضور مندوبين عن روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأمريكي جورج ميتشيل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإصدار بيان يتضمن دعوة لاستئناف المفاوضات. وتدور العديد من التساؤلات بين الأوساط الدبلوماسية في بروكسل بشان الهوامش الفعلية والحقيقية التي تتمتع بها اللجنة الرباعية في الآونة الحالية وخاصة أمام إصرار إسرائيل العلني والرسمي على رفض الربط بين استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين و وقف أعمال الاستيطان. كما ان الجانب الآخر الغامض يتمثل في مدى استعداد الأطراف الدولية المعنية باجتماعات بروكسل على الاتفاق على خطة فعلية لممارسة ضغوط على طرفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والركون لما يعرف بالية الجزرة والعصا في مثل هذه الحالات. ولوّح المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل وقبل بداية مهمته الحالية في أوروبا إلى هذا الاحتمال ولكن الغموض لا يزال يكتنف رغم ذلك موقفي بروكسل وواشنطن في حالة إصرار الحكومة الإسرائيلية على عدم تجميد أنشطة الاستيطان وبما في ذلك في القدسالشرقية وهو العائق الرئيس أمام العودة إلى مائدة التفاوض. وتهدف اللجنة الرباعية من خلال لقائها في بروكسل إلى توجيه رسالة دعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناعه أيضا بتبني موقف أكثر ليونة بشان استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة. ويخشى المراقبون من ان تتمكن إسرائيل مجددا من جر الرباعية الدولية نحو اعتماد موقف يغلّب الأخذ بعين الاعتبار هواجسها الأمنية المعتادة على التفعيل الفعلي للمفاوضات. // يتبع //