ناقش النواب الأوروبيون اليوم وفي حضور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية ،خطة الاتحاد الأوروبي بإرساء أول قسم للتعامل الدبلوماسي الخارجي للتكتل الذي يضم سبعا وعشرين دولة. وتندرج خطة إرساء هذا القسم ضمن تنفيذ بنود اتفاقية الوحدة الأوروبية التي دخلت حيز التنفيذ في شهر ديسمبر الماضي وأوصت بتفعيل التحرك الدبلوماسي الأوروبي وتحديد قدرات التكتل في هذا المجال الى جانب تعيين أول ممثل للسياسة الخارجية الأوروبية في شخص البريطانية كاثرين آشتون. وقالت آشتون للنواب الأوروبيين ان إرساء القسم الدبلوماسي الجديد يعدّ فرصة تاريخية لتمكين الاتحاد من أدوات تحرك تتناسب مع طموحاته المعلنة. وبينت ان ما أحرزه الاتحاد الأوروبي من نجاحات جدية وخاصة في منطقة البلقان وتمكنه من بسط الأمن والاستقرار يعد نموذجا يحتذي به مستقبلا. وأبلغت آشتون النواب الأوروبيين انها ستفصح نهائيا عن ملامح القسم الدبلوماسي الأوروبي الشهر المقبل.. ووعدت النواب الأوروبيين بالتنسيق معهم. ويشترط البرلمان الأوروبي مقابل الموافقة على هذه الخطة الدبلوماسية الأوروبية ان يتقاسم مع المفوضية والمجلس صلاحيات محددة بشان تعيين المسئولين الجدد في هذا القسم والتحكم في تسيير موازنته. وقال المار بروك النائب الألماني وخبير العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي ان خطة تحرك المفوضية تضل قاصرة على تمكين أوروبا من أدوات فاعلة على الصعيد العالمي. واتهم بروك الجهاز التنفيذي الاوروبي بالسعي لتجاوز مؤسسات التكتل الاخرى والاستحواذ على القسم الدبلوماسي ضمن معركة النفوذ الدائرة في بروكسل..وتقول المفوضية الأوروبية ان القسم الدبلوماسي الأوروبي سيضم ما بين خمسة إلى سبعة آلاف موظف وان ممثلياتها في الخارج ستتحول الى سفارات للاتحاد. ولكن معركة مريرة تجري بين الدول الأوروبية لتقاسم مواقع النفوذ في قسم التحرك الخارجي الأوروبي وتعيين رعاياها في المناصب القيادية داخله . واشتكت السويد وقبرص وسلوفينيا ودول البلطيق مؤخرا من محاولات تهميشها..كما ان إقدام رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه باروزو بتعيين مدير مكتبه جواو آلميدا في منصب السفير المقبل لدى واشنطن ودون انتظار إرساء القسم الدبلوماسي الجديد أثار موجة من الاحتجاجات في الصفوف الأوروبية . وهناك شكوك من إن المفوضية التي تدير موازنة ضخمة في مجال التخطيط الخارجي ترفض التحلي عن صلاحياتها في المرحلة الحالية وتقاسمها مع مؤسسات الاتحاد الأخرى وبما في ذلك في قسمي التنمية وسياسة الجوار إضافة إلى المساعدات الإنسانية. وقالت كاثرين اشتون للنواب الأوروبيين اليوم إن الاتحاد الأوروبي بحاجة الى هياكل قوية ومزيد من الليونة في التعامل الدبلوماسي اذا ما أراد فرض نفسه كلاعب ذا مصداقية إلى جانب القوى الدولية الأخرى. // انتهى //