وجاءت /اليوم/ بعنوان /إرهابٌ بلا وطن.. وطنٌ بلا إرهاب/ افتتاحياً لها صباح اليوم رأت فيه انه عندما تكشف الحقائق خفايا وخبايا الجماعات الإرهابية والضالة، فإننا لا نجترئ أو نلبس، أو ندلس.. مؤكدة ان شياطينَ الضّلال ليست تستحق من يصبغ عليها آيات الرحمة، بعد أن تعهدت بالقتل والغدر، وهذه الشياطين، التي اختبأت وراء عباءة نسائية، كانت ترمي لما هو أبشع وأشنع، ولعل المطالع لما فضحته وزارة الداخلية في بيانها بالأمس، يتأكد من أن المخطط الإجرامي ليس له حدود، وأن القتل لم يكن هدفاً محدداً أو عابراً، بل كان الترويع وإحداث أكبر إصابات ممكنة، ونوهت بانه لولا الإرادة الإلهية ورحمة الخالق - عز وجل -، ثم حنكة رجال الأمن في إحباط المخطط، لما كان يفصل هؤلاء المجرمون عن تنفيذ جريمتهم سوى 36 ساعة فقط.. الله وحده أعلم، ماذا كان سيحدث بعدها؟.. موضحة ان المأساة، التي تزيدنا حسرة وألماً، أن هؤلاء كانوا يوماً بيننا، عاشوا معنا، وتعلموا في نفس صفوفنا، أكلوا مثلما نأكل، وشربوا مثلما نشرب، وربما كانوا يصلّون ويؤدون فرائض الدين كما نصلّي وكما نقوم ونصوم! وتسائلت، هل هم شياطينٌ في الأساس؟ أم أنهم «تشيطنوا» فجأة وعلى حين غرّة؟ أم أن الأمر التبس عليهم وتشابه علينا؟ وهل نحن الذين فقدنا ذاكرتنا، وتشابهت علينا الأشياء واختلطت، للدرجة التي جعلنا معها لبيوتنا أسواراً عالية، فحوّلناها - دون أن ندري وربما بجهل منّا إلى سجون مصغّرة، حبسنا أنفسنا داخلها فلم نعد نعرف أن جارنا يمرّ بأزمة، وعزلنا أطفالنا في غرفهم الصغيرة، دون أن نبالي بهذا القريب الباحث عن قطعة أرضٍ، أو قرضٍ أو حاجةٍ جرّدته عنا وجرّته إلى مستنقعٍ كنا نستهتر به، وها نحن نفيق على نتائجه المريرة؟. واختتمت الصحيفة بالقول، ان الإرهاب بلا وطن.. نعم، لكن هذا الوطن هو الذي يجمعنا، يجب أن يكون في المقابل.. بلا إرهاب. وهؤلاء الذين تخلّوا عن الأرض، والسماء، والرمل والصحراء، باعوا أنفسهم وبدّلوا جلودهم، وأسلموا أنفسهم لكائنٍ خرافي، استلبهم، وسطا عليهم حتى باتوا في النهاية، يتشبهون بالنساء، ليفقدوا آخر ما تبقى لهم.. رجولتهم! // يتبع // 06:43 ت م 03:43 جمت