أولت المملكة العربية السعودية الآثار والأماكن التاريخية والأثرية جل اهتمامها وحرصت على العناية بها والمحافظة عليها ، ومن هذا المنطلق حرصت الدولة على إنشاء المتاحف الأثرية لتضم كل ما يتعلق بالأماكن والآثار التاريخية بالمملكة, وفتح أبوابها للزائرين للتعرف عليها . ولما للمتاحف من رسالة ثقافية عظيمة يرى فيها المواطن ماضيه المجيد ويطلع على تاريخه المشرق فقد أوكلت المملكة مهمة المتاحف والإشراف عليها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار . ولتعميق رسالة التراث الثقافية فقد أنشأت الهيئة العديد من المتاحف الأثرية والتاريخية في مختلف مدن المملكة, وركزت على الاهتمام بالآثار والتراث ومن ثم انتشرت هذه الفكرة الثقافية إلى الكثير من الهيئات العلمية المتخصصة والوزارات بل امتدت الفكرة إلى الأفراد المحبين للتراث فسارع هؤلاء إلى إنشاء المتاحف الخاصة بهم مما ساعد على النهوض بالمسيرة المتحفية. ولمكةالمكرمة أهمية كبرى حيث كرمها الله عز وجل وشرفها بوجود بيته الحرام بها وانبثاق رسالة التوحيد من أرضها على يد رسولنا نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وتأكيدا لذلك احتفلت مكةالمكرمة خلال عام 2005 م بثوب الثقافة الإسلامية الذي ارتدته منذ رسالة السماء الإسلامية على سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حيث تم اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية. ويضم متحف مكةالمكرمة بين جنباته تاريخ مكةالمكرمة منذ النشأة الأولى حتى وقتنا الحاضر وقد اختير لإقامة هذا المتحف قصر من أقدم القصور تم تشييده عام 1365ه بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله -واستغرق بناؤه سبع سنوات حيث فرغ منه عام 1372ه واستخدم مدة من الزمن قصرا للضيافة ثم منح عام 1378ه لوزارة المعارف آنذاك التي حولته ليكون مقرا لمدرسة الزاهر المتوسطة وأعادت توظيف غرفه وصالاته إلى فصول دراسية واستمر استخدامه حتى عام 1398ه ثم سلم المبنى إلى وكالة الآثار والمتاحف سابقا التي تولت ترميمه ترميما شاملا وإعادته إلى الحالة المعمارية التي كان عليها. //يتبع// 0950 ت م