تتابع الأوساط الاتحادية الأوروبية في بروكسل بقلق متصاعد التوتر المسجل بين أوكرانيا وروسيا بشأن إمدادات الغاز وتداعياته المحتملة على الاستهلاك الأوروبي. وفيما بدأت العوارض الأولى للأزمة الروسية - الأوكرانية في التسبب بنقص فعلي للإمدادات في عدد من الدول الشرقية وخاصة رومانيا والمجر وبولندا فإن المسؤولين الأوروبيين يتحركون في اتجاهات عدة لاحتواء الأزمة ودفع الطرفين الروسي والأوكراني نحو بلورة حل سريع ومرض وتجنيب الاتحاد الأوروبي أزمة دبلوماسية وتجارية جديدة مع روسيا. وتطالب أوكرانيا منذ بداية المتاعب الحالية مع مؤسسة "غازبروم" الروسية للغاز بتضامن أكثر فعالية من قبل الدول الأوروبية الأعضاء في تكتل "السبع والعشرين" ولكن غالبية العواصم الأوروبية ولدوافع تخص حساسية علاقاتها مع روسيا تجنبت حتى الآن اتخاذ أية مبادرة أو موقف من شأنه أن يثير الكرملين. وتتهم مؤسسة "غازبروم" الروسية أوكرانيا حاليا بأنها تقوم بسرقة مخصصات الغاز الروسية الموجهة لأوروبا وهو ما تنفيه السلطات الأوكرانية التي تتحدث عن مجرد استعمال كميات محدودة من الغاز الروسي المخصص لأوروبا لأغراض فنية وضمان تسيير منشئاتها الصناعية. وبدأ وفد أوكراني جولة في عدد من العواصم الأوروبية بما فيها براغ عاصمة جمهورية التشيك التي تتولى الرئاسة الدورية الأوروبية وبروكسل مقر المؤسسات الاتحادية الأوروبية. ويعقد سفراء التكتل الأوروبي السبع والعشرين اجتماعا تشاوريا استثنائيا في العاصمة البلجيكية نهار الاثنين المقبل لبحث تطورات أزمة الغاز بين روسيا وأوكرانيا وتقييم تداعياتها الأولية على وضعية سوق الغاز في أوروبا. وتعتمد الدول الأوروبية حاليا بواقع يناهز الثلاثين في المئة من استهلاكها من الغاز على روسيا ومثلت هذه المسألة أحد الملفات الشائكة التي تواجه باستمرار العلاقات بين الطرفين. وتمثل إمدادات الغاز الروسية التي تعبر أوكرانيا ثمانين في المئة من مجمل الغاز الروسي الذي يصل إلى أوروبا مما يعكس جانبا من خطورة الأزمة المتفاعلة حاليا. ويأمل الدبلوماسيون الأوروبيون التوصل إلى بلورة مخرج سريع للأزمة الحالية والتي تتعلق بشقين رئيسين وهما أولا مطالبة روسيا بسداد أوكرانيا للديون المستحقة عليها تجاه مؤسسة "غازبروم" .. وثانيا رفع سعر الغاز الروسي الذي تتحصل عليه أوكرانيا وربطه تدريجيا بالأسعار المتعامل بها في الأسواق الدولية. // يتبع // 1432 ت م