تشهد بلجيكا احتقانا طائفيا ينذر بوقوع ازمة خطيرة تتهد البلاد يأتي ذلك بعد ان قرر الحزب الاجتماعي الفلمنكي الحاكم الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة الحالي ايف ليترم اليوم تصعيد المواجهة الطائفية مع المجموعة الفرانكفونية. وقال مصدر بلجيكي مطلع ان المكتب السياسي للحزب الاجتماعي المسيحي وهو أول حزب ضمن الائتلاف الحاكم في بروكسل اتخذ قررا بالإجماع بحضور رئيس الوزراء بطرح التصويت يوم الأربعاء القادم في مجلس النواب على قرار يقضي بفصل ضواحي بروكسل عن العاصمة البلجيكية إداريا وتمكين الفلمنكيين من حرية توجيه مجالسهم البلدية بشكل نهائي. وتعتبر هذه المسألة أحد جوانب الخلاف الرئيسة بين الفرانكفونيين الذين يقطنون ضواحي بروكسل والبلديات الفلمنكية التي ترفض التعامل معهم بغير اللغة الهولندية. وأعلنت مختلف الأحزاب الفلمنكية بمختلف اتجاهاتها تأييد خطة الحزب الاجتماعي المسيحي الفلمنكي الحاكم واستعدادها للتصويت لصالح قرار فصل ضواحي بروكسل وهو ما يعتبره الفرانكفونيون بمثابة توجه لسقوط الحكومة الاتحادية. وقال مسئول في الحزب الاجتماعي المسيحي الفلمنكي ان قرار التصويت قد اتخذ ولكن الباب يبقى مفتوحا للتفاوض مع الفرانكفونيين لتقبل الامر الواقع. ولا يمتلك رئيس الحكومة البلجيكية سوى اقل من أسبوع واحد للتوصل الى بلورة اتفاق ينقذ الحكومة الحالية التي لم يمض على تشكيلها سوى شهر واحد وشهت بلجيكا أزمة مؤسساتية غير مسبوقة منذ شهر يونيو 2007 حيث بقيت دون حكومة طيلة تسع اشهر كاملة. ويقول المراقبون ان الخلاف السياسي الحالي يضاف الى المتاعب الاقتصادية الحادة للبلاد ويمكن ان تنتج أوضاعا قد تحدث حالة من انعدام الاستقرار تتجاوز الإطار البلجيكي لتطال التكتل الأوروبي الذي تتخذ مجمل مؤسساته من بروكسل مقرا لها. ويطالب الفلمنكيون بنقل صلاحيات كبيرة من دائرة اختصاص الدولة الاتحادية الى دائرة تحكم الحكومات المحلية ومنح المقاطعات وضعية تشبه الاستقلال الذاتي وهو ما يرفضه الفرانكفونيون حتى الان. وفشلت كافة محاولات تعبئة الشارع البلجيكي لصالح الأطروحات الاتحادية حتى الآن ويسجل التيار القومي المتطرف في مقاطعة الفلاندر تقدما مطردا على حساب التيارات الديمقراطية ويردد الفلمنكيون ان مقاطعة والونيا الفرانكفونية تعاني من متاعب اجتماعية واقتصادية وان دافعي الضرائب الفلمنكيين لا يمكنهم تحمل المزيد من الأعباء. ويبلغ سكان منطقة الفلاندر ستة ملايين ونصف المليون شخص مقابل أربعة ملايين فرانكفوني في مقاطعة والونيا. // انتهى // 1934 ت م