هل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هي بمنأى عن المستهلك الأمريكي مباشرة ؟ بالطبع لا فمعهد الميزانية في جامعة ييل الأمريكي أشار بتقرير صادر عنها أن الرسوم المفروضة أدت إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 2.3 % وهذا كلف الأسرة الأمريكية ما يقارب 3200 دولار سنويا في المتوسط، وأظهرت الدراسة أيضا ارتفاع تكلفة الملابس بنسبة 17 % يتحملها أيضا المستهلك الأمريكي، كذلك حذر غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس من أن الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم بنسبة تصل 1 % مما يعود بالتضخم إلى مستويات 4 % بنهاية العام، وأن الأسر ذات الدخل المحدود قد تتحمل تكاليف إضافية بما يقارب 1000 دولار سنويا بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وكذلك لم يخفي البنك الفيدرالي الأمريكي عن قلقه من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، مما يضعف قدرة البنك المركزي على تحقيق أهدافه. اليوم مع حملة الرئيس الأمريكي والرسوم الجمركية، السر هنا هو "بالتكلفة" فهل التكلفة الأثر الذي نتجه الرسوم سوف يقبل به أو يستطيع التعامل معه المستهلك الأمريكي، قبل أن نتحدث عن بقية العالم ؟ هل سيتجاوز هذه التكاليف التي ستأتي والتضخم المتوقع والذي عليه أن يدفعه، الرسوم هي حل ولكنها ليست الحل بلا ثمن وتكلفة، وبدأ الرئيس الأمريكي يخفف من تشدده على الرسوم، كما حدث بأجهزة الكمبيوتر والموبايل وقد يأتي دور السيارات وغيرها تباعا، وما حدث بالسندات من تغير وارتفاعات لعشر سنوات والبيع الذي تم يضرب بثقة الاقتصاد الأمريكي أمام المستثمرين، وهو ما وضع الرئيس الأمريكي بتأجيل الرسوم 90 يوما عدى الصين ولعله سمع بنصيحة خاصة أن "جيمي ديمون" أعرب عن "قلقه العميق" بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، وحذر ديمون من أن الرسوم سوف تؤدي إلى ارتفاع الأسعار ليس فقط المستوردة، بل أيضا المنتج المحلي، مما يؤدي في النهاية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وأكد أن استمرار السياسات الحالية سوف تؤدي إلى ركود اقتصادي، وأن تضعف الثقة الدولية في الاقتصاد الأمريكي، وأكد على ضرورة التوصل لحلول سريعة للتوترات التجارية. والخلاصة هي يجب أن تؤخذ بالاعتبار قبل فرض أي رسوم كما حدث مع الرئيس الأمريكي، فكر بتكاليف المستهلك النهائي، الرسوم ليست أداة طويلة الأجل كحل فكل ما طالت طال معها فرص الركود والتضخم، وأخيرا الموازنة بين الحماية والمنافسة، يقول بول كروغمان وهو الحائز على جائزة نوبل منتقداً الرسوم الجمركية قال "إنها تستخدم غالباً كشعارات سياسية لا كأدوات اقتصادية فعالة. ويقول جوزيف ستيغليتز "حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد وكبير خبراء الاقتصاد في معهد روزفلت "شدد على أن الحلول الحقيقية هي في تحسين الإنتاجية، لا رفع الأسعار على الناس.