يتصاعد الجدل الطائفي مجددا في بلجيكا وبشكل تدريجي ولكنه أكيد ويتخذ أبعادا متشددة فيما لا تبدو ملامح حلول سريعة للازمة المؤسساتية التي تتخبط فيها البلاد منذ عدة أشهر والتي باتت متوازية مع تصاعد الإشكاليات والمتاعب الاقتصادية ليس في بلجيكا فقط بل في مجمل منطقة اليورو المهددة بالانكماش والتقلص. وفي الوقت الذي يستمر فيه الوسطاء السياسيون الثلاثة الذين كلفهم الملك البلجيكي ببلورة حل وسط بين الطوائف والمقاطعات البلجيكية ووضع تصور لحل مؤسساتي مقبول فإن الحزب الاجتماعي المسيحي الفلمنكي الحاكم صعد من ضغوطه على الطائفة الفلمنكية خلال الساعات الأخيرة وأعلن رئيس مقاطعة الفلاندر كريس بيترس أنه يشترط أن لا يتجاوز أي إطار لمفاوضات مقبلة في بلجيكا الإطار الثنائي بين مقاطعتي الفلاندر الواقعة شمال البلاد ومقاطعة والونيا الجنوبية أي استثناء مقاطعة بروكسل . وتعد بروكسل احد محاور الخلاف الطائفي الرئيسة في بلجيكا حيث تنتمي تاريخيا إلى مقاطعة الفلاندر الثرية الشمالية ولكن يقطنها غالبية من الفرانكفونيين مما يدفع بهؤلاء إلى السعي لتوثيق علاقاتهم السياسية والاقتصادية بمقاطعة والونيا الجنوبية . ورد رئيس مقاطعة بروكسل الفرانكفوني الاشتراكي شارل بيكي اليوم الأربعاء بعنف على موقف رئيس الطائفة الفلمنكية وقال // إن أي تشبث بخطة إقصاء بروكسل عن مفاوضات إصلاح مؤسسات الدولة الاتحادية سيعني نهاية بلجيكا // . وقال بيكي لصحيفة لاليبر بلجيك // إن جولة المفوضات المقبلة وإذا جرت دون ممثلي العاصمة ستكون آخر جولة //. وأعلن رودي ديموت رئيس مقاطعة والونيا صباح اليوم وفي حديث للإذاعة البلجيكية دعمه لموقف رئيس مقاطعة بروكسل مما يوحي بتوجه لتسجيل تحالف بين الفرانكفونيين قد يتسبب في دوامة جديدة من أزمة فعلية بين القوى الحزبية والطائفية في البلاد . // انتهى // 1142 ت م